لقد رن هاتفي فجأة بصوت موسيقي حاد على مكالمة هاتفية .. وعندما رفعت سماعة هاتفي على أذني اليمنى سمعت صوتا يناديني .. هل أنت هو الكاتب الصحفي محمد عبد الله ولد أحمد مسكه..؟ فأجبته صدفة بنعم فرد علي بصوت وقور معكم ديوان رئيس الجمهورية فقلت مرتعشا أهلا بكم تفضل فقال مخاطبا لي أنتم من ضمن الأسماء الموجودة على اللائحة الرسمية للدخول من أجل لقاء رئيس الجمهورية عندها لم أتمالك من نفسي .. وطرت فرحا وربما فزعا وقلت بصوت عالي رئيس الجمهورية ..! رئيس الجمهورية ..!
ما علاقتي برئيس الجمهورية ؟ّ ! وبديوان رئيس الجمهورية هل أنا قد قدمت طلبا من أجل هذا اللقاء ؟ ربما مجرد اسم على مسمى لا أدرى .. لكن هو قال لي بأنني كاتب صحفي .. لا أعرف هل هو يريد مقابلة .. لا أظن ؟ ! ما ذا يريد بالضبط لا أعرف؟ ! .. لكن من واجبي أن أكون جاهزا لهذا اللقاء وفي الموعد المحدد هل أبحث عن إعارة سيارة فاخرة وراقية ؟ ! وأدخل الحمام .. وأخرج منه كالداخل إلى القصر والخارج منه ..! أم أذهب إلى أحد رجال الأعمال أو التجار وأخبره بموعدي مع الرئيس فسوف يمنحني كل ما أحتاجه من زي وعطر وغيرهما.
هل أخبر أسرتي وأصدقائي ومجموعتي بأنني على موعد مع رئيس الجمهورية ليباركولي أم أن أترك الأمر مفاجئا حتى يشاهدونني وأنا جالس في وسط كرسي فاخر على أريكة بجانبه على شاشة التلفزة الموريتانية وأناقشه في كل الأمور العامة والخاصة فعندما أخبرهم سيطلبوا مني أن أبلغ تحياتهم وطلباتهم ومشاكلهم ومعاناتهم وهذا لا يمكنني أن أصارحه به فما ذا أقول له ..؟ هل أقول له بأن الشعب أصبح يسير على الطرق .. لكنه يعاني من قطاع الطرق..! وأن العملة الجديدة زادت قيمتها ..! وأن المواد الاستهلاكية ارتفع سعرها ..! ماذا أقول له بالضبط ..؟
هل أكرر ما تقوله التلفزة والإذاعة.. وما يطالب به حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (أنت يا فخامة الرئيس هو صانع مجدنا .. وهو الذي تطعمنا وتسقينا .. إلخ) لكن هذا قد يكون مملا بالنسبة له وبالتالي سأتركه سأحكي له عن الأمن وعن المنجزات والمعجزات وعن العسكر وعن دور وأخلاق ووفاء كل من محمد ولد الغزواني و محمد ولد مكت .. وعن مستقبل البلاد والعباد ..!
لكنه سيرد علي متحمسا بأن موريتانيا تسير في الاتجاه الصحيح وأن المفسدين في الأرض المعارضين في السماء لابد من مواجهتهم بصرامة (بما في ذلك سجنهم وتجويعهم وتجفيف منابع الرزق .. وسد باب الأمل في وجوههم) وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بوجوده سواء كان رئيسا للمأمورية الثالثة على التوالي أو داعما وبالتالي فهو لا يمكن أن يكون إلا فاعلا ومفعولا لأجله بغض النظر عن (نائب الفاعل) بالنسبة لمن يعتقد أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية كما جاء في دستورنا المصادق عليه من طرف الشعب وسوف أختم لقائي معه ببعض الأسئلة المثيرة والمتعلقة ببعض المشاريع العالقة كطريق روصو وبتلميت ومشكلة العقدويين والمنحة الطلابية وقضية إيرا والزنوج والوحدة الوطنية بالإضافة إلى جميع القضايا (المحمدية) محمد ولد غده ، محمد ولد بوعماتو والرئيس محمد ولد عبد العزيز وما يتعلق بالمأمورية الثالثة أو الرابعة ..إلخ .
وحينها سمعت صوت الديك ينادي (غي..غو قو) فاستيقظت مفزعا .. مذعورا وفتحت عيناي قبل أن ألتقي بالرئيس داخل القصر لأطرح عليه قضايا الوطن .. وعرفت بأنني نمت أفكر بصاحب الحانوت وبمجموع الدين .. وبين أطفالي صفر اليدين .. خاوي البطن وقبل أن أحصن نفسي .. بآية الكرسي قلت أليس الصبح بقريب حتى أتأكد .. ولم يتبن لي الخيط الأبيض من الخيط الأسود .. فرفعت يدي إلى السماء أدعو الله أن يفرج همومنا وأن يوفق ولاة أمورنا لما نحبه ونرضاه ولما فيه صلاح البلاد والعباد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين اللهم اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات