تحدث الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في مقابلة خاصة مع صحيفة « جون أفريك »، عن علاقته بقائد أركان الجيش محمد ولد غزواني، ورجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو، كما أكد أنه سيدعم مرشحاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من دون أن يحدد هوية هذا المرشح.
ولد عبد العزيز أكد في المقابلة أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثالثة، ولكنه سيدعم أحد المرشحين، مؤكداً أنه لم يحدد بعد خياره.
وقال ولد عبد العزيز: « سألتزم بالدستور الذي يحدد عدد الولايات الرئاسية باثنتين، بالفعل قمنا بمراجعة الدستور، ولكن لم نلمس أبداًتلك المادة، ولن ألمسها أبداً ».
وأضاف في سياق رده على سؤال عن دعمه لمرشح محتمل: « المستقبل سيجيب، لأنني حتى الآن لم أحدد خياري، من بين الثلاثة ملايين ونصف المليون مواطناً موريتانيا، كل واحد حر في الترشح، وسأدعم أحدهم ».
واستدرك انه يرغب فى ان يخلفه فى حكم البلاد شخص يستطيع مواصلة ما تم انجازه وان ينجز ما هو افضل، والمواصلة فى تعزيز الوحدة الوطنية واستقرار وأمن البلد، والتركيز على التنمية.
وأضاف الرئيس عزيز ان ما قام به من إنجازات ليس الا عملا بشريا والعمل البشري لا يمكن ان يكون مكتملا ويحتاج دائما الى التحسين.
ولكن الصحيفة سألته عن إمكانية دعمه لقائد الأركان العامة محمد ولد الغزواني، كرمشح للانتخابات الرئاسية، وهو الذي وصفته بأنه « الذراع اليمنى » لولد عبد العزيز، ولكن الرئيس قال: « تربطني به علاقات رائعة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، على غرار آخرين كثر، ممن يعملون معي على تنمية البلد »، من دون أن يجيب على السؤال.
وأكد ولد عبد العزيز أنه سيبقى في الساحة السياسية، وقال: « أنا مواطن موريتاني وسأبقى كذلك. ما بقيت على قيد الحياة فإنني سأهتم بكل ما يجري في بلدي ».
بوعماتو دعمني
ولد عبد العزيز في مقابلته مع « دون أفريك » اعترف بأنه تلقى الدعم المالي خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2009، من طرف رجل الأعمال المقيم في الخارج محمد ولد بوعماتو، ولكن اتهم الرجل بالتهرب الضريبي، معتبراً أن ذلك هو سبب مغادرته للبلاد، نافياً أن يكون قد قام بمضايقته.
وكان ولد بوعماتو قد اتهم مؤخراً من طرف النظام الحاكم في موريتانيا، بأنه كان يمول أنشطة المعارضة، وأشارت الصحيفة في سؤالها إلى أنه سبق أيضاً أن مول شخصيات مقربة من ولد عبد العزيز، وهو ما رد عليه الأخير قائلاً: « نعم، لقد مول حملتي الانتخابية عام 2009، ولكن لماذا غادر البلاد في حين كان يقوم بأعماله بهدوء في ظل النظام السابق خلال خمسة وعشرين عاماً؟، هدفنا لم يكن مضايقته، خاصة وأنه دعمنا ».
وأضاف ولد عبد العزيز في رده على السؤال الذي طرحه: « نحن لدينا واجب تجاه ناخبينا، لقد أخذنا على عاتقنا مهمة التحسين من أوضاعهم، وهو ما لن يتحقق إذا تركنا الفوضى تعم وتترسخ، وعندما بدأنا نرى بوضوح تصرفاته (ولد بوعماتو)، خاصة في المجال الضريبي، سارع إلى مغادرة البلاد ».
ولكن الصحيفة سألته لماذا قبل منه أموالاً عام 2009، ما دام يتهمه بالتهرب الضريبي والفساد خلال الأنظمة السابقة، فكان رده: « إنها تقليد منتشر، ولكنها من دون مقابل، فأنا لم أقبل بدعمه انطلاقاً من فكرة السماح له بالاستمرار في نهب البلاد، لم أمض معه على اتفاق، في ذلك الوقت ».
وأضاف: « لقد جمعت رجال الأعمال لتحذيرهم من أنه حتى ولو ساهموا في تمويل حملتي، فإن الأوضاع ستتغير بمجرد انتخابي رئيساً للبلاد، لقد كنت صريحاً معهم، لا يمكنني قول شيء وبعد ذلك اقوم بعكس ذلكم بمجرد انتخابي ».
ولد غده « غير مسؤول »
الرئيس الموريتاني انتقد ما قال إنها « تصرفات غير مسؤولة » قام بها عضو مجلس الشيوخ السابق محمد ولد غده، ورفض وصف اعتقاله بأنه « تحكمي ».
وقال ولد عبد العزيز: « هذا السيناتور السابق تحرك بطريقة غير مسؤولة، وهو الآن موجود بين يدي العدالة، والتي بحوزتها من الأدلة الملموسة ما يمكنها من الإبقاء عليه رهن الاعتقال، إنها ليست أدلة من صنع الدولة ».
وأضاف ولد عبد العزيز: « الأمم المتحدة أرسلت لنا مذكرة ونحن أجبنا عليها وأعطيناها جميع التفاصيل ».
وفيما يتعلق بملف ولد الدباغ، مدير أعمال رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، قال ولد عبد العزيز إن « العدالة بحوزتها الكثير من الوثائق والتسجيلات الصوتية، والمعطيات المالية، بالإضافة إلى تحويلات بنكية وأوصال استلامها ».
ملف المسيء
الصحيفة التي تصدر من العاصمة الفرنسية باريس، سألت الرئيس الموريتاني عن وضعية كاتب المقال المسي للجناب النبوي الشريف، فرد قائلاً: « الشعب كان يطالب بإعدامه، والقوانين تنبثق من الشعب، لقد خرجت الكثير من المظاهرات، ويمكنني القول إن 90 في المائة من سكان نواكشوط خرجوا في الشوارع للمطالبة بالعدالة ».
وشدد ولد عبد العزيز على أنه استجاب لإرادة الشعب بعدم الإفراج عن المسيء، وقال: « نحن استجبنا لهذه المطالب الشعبية، ولسنا ملزمين بتقليد ما يجري في مكان آخر عندما يكون ذلك مضر باستقرار ومصالح بلدنا ».
ورفض ولد عبد العزيز حديث الصحيفة عن « أسلمة للمجتمع الموريتاني »، وقال: « نحن مسلمون بنسبة مائة في المائة، وإسلامنا وسطي ومعتدل »، رافضاً في السياق ذاته ربط ذلك بما قالت الصحيفة إنه « صعود قوي » لحزب تواصل الإسلامي، وقال إنه الحزب سد الفراغ الذي خلفته مقاطعة المعارضة للانتخابات التشريعية عام 2013:
وأضاف ولد عبد العزيز في هذا السياق: « الطبيعة تخاف الفراغ، وبمجرد أن يحدث أي فراغ فهي بشكل آلي تسده »، مشيراً إلى أن تواصل إنما يسد الفراغ الذي خلفته مقاطعة المعارضة للانتخابات، واضاف: « هذا السنة ستجري انتخابات جديدة، ومن غير المؤكد أنها ستتم مقاطعتها من جديد ».