في مثل هذا اليوم 25 فبراير 2003 وصلت إلى المستشفى الوطني بنواكشوط حالة خطيرة من الحمى النزيفية المعدية التي تسمى اكريمي كونكو ، لتجد في استقبالها الطبيب المداوم : الدكتور ابراهيم ولد زيد
وجد إبراهيم نفسه وجها لوجه مع مريض ينزف مع درجة حرارة عالية ! خاطر بنفسه لإنقاذ مريضه فتوفيا معا رحمهما الله.
من المؤكد أن الدكتور ابراهيم انطلق من واجبه الإنساني المقدس لكن المستشفى الذي قضى فيه نحبه لم يكن مجهزا بأي وسائل تحمي العمال ومازال كذالك ــ بحسب زملاء الطبيب ــ
لم تتوقف الكارثة عند إبراهيم وحده بل تجاوزته إلى أبيه الذي حضر إليه بعدما تمكنت الحمى النزيفية منه للاطمئنان عليه فانتقلت إليه العدوى فتوفي عليه رحمة الله .
لم يكن المستشفى يتوفر على مكان لعزل المرضى المصابين بأمراض معدية خطيرة ومازال كذالك للأسف !!! بحسب زملاء الطبيب .
نسي جناح الحالات المستعجلة الدكتور ابراهيم الذي كان مثالا للإنسانية فلم يتسم باسمه ولم يضع لوحة تخلد ذكراه !
لم يكن المستشفى مجهز بذاكرة تحفر فيها أسماء كل من بذلو الغالي والنفيس من أجل إنقاذ المرضى ..
اليوم تحل ذكرى رحيل إبراهيم وموريتانيا بحاجة إلى من يماثله في الإخلاص للمهنة والاستعداد للتضحية في سبيلها ، كما تحل الذكرى في وقت يجري فيه الحديث عن سعي الأطباء لتخليد ذكرى زميلهم الراحل .