نوافذ (نواكشوط ) ــ رد رؤساء أحزاب المعارضة في لقائهم مع المدونين والنشطاء غير الحزبيين على تساؤلات هؤلاء النشطاء وانتقاداتهم التي وصلت أحيانا حد التجريح ما دفع رئيس حزب التكتل إلى القول إنه استمع إلى نقد شبيه بجلد الذات .
نوافذ حضرت اللقاء الذي احتضنه مقر حزب تكتل القوى الديمقراطية بدعوة من الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله ولخصت أهم ردود رؤساء الأحزاب وقادتها ، ويتعلق الأمر برئيس حزب التكتل أحمد ولد داداه ورئيس حزب اتحاد قوى التقدم الرئيس الدوري للمنتدى محمد ولد مولود ، ورئيس حزب عادل يحي ولد أحمد الوقف والقيادي بتواصل السالك ولد سيدي محمود .
أحمد ولد داداه : موريتانيا في الهاوية
في لقائه السبت الماضي مع النشطاء غير الحزبيين والمدونين تحدث رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه عن العبودية والجفاف والفتنة وحقيقة المعارضة وواقعها ، وعن ما أسماه "أتخومي " الذي يتهمه به البعض .
ولد داداه قال إن العبودية كانت موجودة في موريتانيا لكن رغم ذلك لم تكن يوما في المجتمع قضية ألوان ولا فئة ولا زعيم فالأمير عبد الرحمن ولد اسويد أحمد كان في قمة المجتمع وكان أسود والشيخ أحمدو بمب كان يقول الحمد لله الذي لم يقل إن أكرمكم عند الله أبيضكم جدا .
وأضاف رئيس حزب التكتل أن العبودية أصبحت تستخدم للتفرقة لكن من يمارس هذه التفرقة وتثبت عليه تجب معاقبته عقابا خاصا حتى أمام المحاكم الدولية .
وعن الجفاف قال ولد داداه إن الجميع لم يركز على القحط الذي تعانيه موريتانيا هذا العام وهو قحط شمل جميع أرجاء موريتانيا تقريبا ، ويمثل خطورة على الناس ومعاشها في ظل رفض السنغال استقبال الإبل لإفسادها للحرائث وعدم ارتياح مالي لاستقبال المنمين الموريتانيين .
الرئيس تمنى نفوق نصف مواشي موريتانيا
واعتبر ولد داداه أن النظام زاد الطين بلة بالتفريق بين المواطنين وزرع الشقاق بينهم وهو ما جعل موريتاني تعاني خطر كارثتين هما الجفاف والفتنة .
ونقل ولد داداه عن مصادر قولها إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قال لما أخبر عن الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية قال " إنها كرامة فنحن بحاجة إلى نفوق نصف هذه المواشي حتى تتسع لها الأرض "
موريتانيا في الهاوية لكن السير يجب أن يكون على بصيرة
وأكد رئيس حزب التكتل أن موريتانيا في الهاوية وليست في مفترق طرق فالعجل العجل ثم العجل في مبادرتها ..لكن يجب السير على بصيرة ويمكن أن نأخذ زبدة من الأفكار التي وردت في هذا اللقاء لتكون قانون المرحلة نتشبث به ونُحاكم عليه .
استمعت لنقد شبيه بجلد الذات
وعبر ولد داداه عن اعتزازه بفرصة لقائه بالمدونين والنشطاء غير الحزبيين التي منحت له ، وكانت مؤثرة واستفاد منها الكثير من الأفكار وسمع فيها النقد الشبيه بجلد الذات ، ومكنته من أن يلتقي وجها بوجه مع بعض من كانوا يسمعون عنه أنه "متخومي ، ألا أيراع افش " وهي كناية شعبية عن التكبر والإعجاب بالنفس ...
وأضاف ولد داداه أن مقرات المعارضة يجب أن تكون مقرات لها جميعا ومبادرة جمع المدونين بقادة الأحزاب هي محاولة لجمع شمل المعارضة وإصغاء بعضها للبعض لتكميل النقص في ظروف تقزم فيها المعارض وتهمش وتغلق أمامها أبواب الرزق لكن "الله هو الرزاق ذو القوة المتين " ..هي مبادرة مهمة يجب أن تغتنمها المعارضة بصدق وصراحة وتكتسب منها انطلاقة جديدة لمن كان فيه شك أو تردد أو تخرص لتضح له الأمور ويسير الجميع على بصيرة ، ويدرك أن المعارضة تقتضي الصبر على التهميش وضيق ذات اليد وعدم الوجود في الساحة لكن لها هدفا ساميا هو مستقبل هذا الشعب وهذا البلد والعمل على جمعه .
وفي رده على تساؤلات المدونين والنشطاء غير الحزبيين عن ما الذي فعلته المعارضة ؟ قال ولد داداه إن المعارضة ليست حكومة ولا وسائل لها ولا اقتصاد ولا دبلوماسية ولا يمكنها أن تقود موريتانيا إلى حيث تريد ..لكن القول إنها ليست لها برامج ليس صحيحا فحزب التكتل مثلا لديه برنامج معروف ومطبوع في كتاب يتناول الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية ...
محمد ولد مولود تحدث عن المرشح الموحد والمقاطعة والمشاركة والجفاف
قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم الرئيس الدوري لمنتدى المعارضة محمد ولد مولود إن المقاطعة أوالمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة بمرشح موحد أو تحالف في الشوط الثاني كلها تكتيكات سياسية يمكن أن تلجأ إليها المعارضة إلا أن تضحيتها بالانتخابات القادمة يعني تضحيتها بموريتانيا .
وأضاف ولد مولود في لقاء جمعه أمس بنشطاء معارضين غير حزبيين أن المشاركة في الانتخابات القادمة كارثة تماما كمقاطعتها لأنها يجب أن تسد الباب أمام إعادة الطريق لإنتاج النظام القائم من جديد وهذا ما تبحث عنه المعارضة وفيه لكي تنتزع من النظام مراجعة حقيقية لقواعد اللعبة الانتخابية .
وأكد رئيس المنتدى أن المعارضة ضحت بالانتخابات الماضية من أجل الانتخابات القادمة ، فهي بمقاطعتها الماضية كانت تطمح إلى الضغط على النظام لمراجعة قواعد اللعبة وقد قبل مراجعتها ودعاها لذلك لكنه جعل لها الشراب في إناء وسخ ، ثم راجع لاحقا قواعد اللعبة مع المعارضة المحاورة في قوانين صودق عليها مؤخرا ، وما بقي هو أن تكون هذه المراجعة حقيقية ، فمعركة المعارضة الحيوية هي انتزاع عملية انتخابات شفافة ونزيهة ولم تقنط من ذلك والظرفية مواتية له فلا بد للمعارضة من أن تجر النظام لتجاوز هذه المرحلة الخطيرة .
المرشح الموحد خيار مفضل
وعن فكرة المرشح الموحد التي طالب بها النشطاء غير الحزبيين قادة الأحزاب المعارضة قال ولد مولود إن المرشح الموحد خيار مفضل عنده لكنه ليس الوحيد في العملية الانتخابية ، فقد نجح في بعض الدول ولم ينجح في أخرى ، والمعارضة تناقش فكرة المرشح الموحد لكنها تناقشه لكن من زاوية غير عاطفية وإنما من زاوية الفاعلية .
وعن غياب المعارضة عن المدن الداخلية قال ولد مولود إن المعارضة بصدد إرسال بعثات للداخل وبصدد وضع حد للقطيعة مع المواطنين .
ونوه ولد مولود بدور النشطاء غير الحزبيين والمدونين في خلق رأي عام مؤثر ، مشددا أن عليهم أن لا يقرؤوا زعماء الأحزاب قراءة خاطئة ، فما تتميز به الأحزاب وهو الفعل السياسي أصبح المدونون ينافسونها فيه فعليهم الشعور بتلك المسؤولية مع رؤساء الأحزاب .
وقال ولد مولود في لقاء النشطاء المعارضين أمس بمقر حزب التكتل بدعوة من الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله إن المآخذ التي عرض لها المدونون في لقائهم مع رؤساء الأحزاب قيلت في نقاشات الأحزاب الداخلية ومعالجة بعضها يتطلب الوقت .
ورأى ولد مولود أن المعارضة مسيرة لا مخيرة لكنها مع ذلك شكلت لجنة لوضع برنامج بديل لما هو قائد وائتلافها مع المدونين والنشطاء غير الحزبيين سيضمن لموريتانيا مستقبلها .
الدولة والمجتمع يواجهان خطر التفكك
ولد مولود قال إن موريتانيا تواجه خطر تفكك الدولة والمجتمع ، فهي تعرف أخطر كارثة عرفتها منذ 1970م وهي الجفاف الماحق الذي لم تتحرك الدولة لمواجهته وسيحدث هزة في المجتمع والدولة تجعل الظرف الذي ستجري فيه الانتخابات المقبلة ظرفا مجهولا ، فهشاشة المكونات المجتمعية والاصطفاف وتجاهل النظام قد يجعل الجميع في خطر .
وعن الحلول قال ولد مولود إن هنالك طريقان للحل :
إما أن تنجح المعارضة في التعبئة لإرغام النظام على تنظيم تناوب سلمي على السلطة وما أن يذهب الجميع إلى المجهول الذي قد لا يكون بالضرورة القبول بكل ما سيرسمه النظام ــ على حد وصفه ــ
السالك ولد سيدي محمود : تحدث عن دور التنكيت في التغيير
بدأ السالك ولد سيدي محمود القيادي بحزب تواصل رده على تساؤلات المدونين والنشطاء المعارضين غير الحزبيين إنه يعتقد أن نقدهم كان حقيقيا وبناء ولكن يجب أن ينظروا إلى نصف الكأس الفارغ فقط ، فالمعارضة وإن لم تهزم النظام إلا أنها نغصت عليه الأجواء وجعلته كعدو ولد اسويد أحمد الذي قال إنه لن يستريح إلا إذا هزمه ...فالنظام مرتبك ولا برنامج له وعلى مفترق طرق ولم يخدع أحدا ، ولا يقنع أحدا ، وجميع الموريتانيين يجمعون على أن الرئيس عزيز هو "أخصر رئيس أسم من رؤساء موريتانيا ،" ــ حسب تعبيره ــ
وأضاف ولد سيدي محمود في لقاء النشطاء المعارضين بقادة الأحزاب المعارضة بمقر التكتل أن المجتمع الموريتاني مجتمع خاص وبتنكيته في الصالونات يمكن أن يغير النظام ، وهي إيجابية في المجتمع الموريتاني عرت النظام ، والمدنيون بتنكيتهم وتخطيطهم هم مهندسوا جميع التغييرات في مورتيانيا ...
وأكد القيادي التواصلي أن المعارضة بدأت الطريق لكنه طريق يحتاج لنفس طويل والاستفادة من الأخطاء وإلى عقيدة سياسية ورأي عام لأن الرأي العام هو وسيلة الضغط على الأنانية والحزبية ..
المعارضة تحتاج إلى عقيدة
وشدد ولد سيدي محمود على أن المعارضة بحاجة إلى عقيدة سياسية وبرنامج يحظر التعامل مع العسكر ، ويحدد ثوابت وطنية مقدسة كالوحدة والإشكالات الاجتماعية ، عندئذ يمكن أن يحاكم الرأي العام قادة هذه الأحزاب على أساس هذه البرامج .
وعن المقاطعة والمشاركة قال ولد سيدي محمود إنه لا يمكن الحكم عليهما حكما نهائيا لأنها تجارب عاشتها جميع المجتمعات خاصة جيراننا ، فقد تكون إيجابية وقد تكون سلبية ، لكن ما يجب استبعاده هو محاكمة النيات فإنه لا مبرر لها ــ وذلك في إشارة إلى انتقاد بعض المدونين لمشاركة تواصل رغم مقاطعة المعارضة ــ .
وشدد ولد سيدي محمود على أن المبدأ سلامة النيات والتقويم تختلف فيه الناس وحين يكون هنالك تقويم موضوعي سنتحمل مسؤوليتنا في تصحيح الأخطاء والاعتراف بها ...
وفي رد على سؤال للدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله هل بإمكان تواصل أن يطمئن المدونين والنشطاء المعارضين أنه لن يشق صف المعارضة في الانتخابات المقبلة قال ولد سيدي محمود إن تواصل حريص على وحدة المعارضة وحين يتخذ آليات سليمة في قراراته سيحترمها وإن لم يوافق عليها سيقولها في وقتها .
ولد الوقف للمدونين : نحن بحاجة إلى الاتفاق على المقاطعة أو المشاركة في الانتخابات القادمة
في رده على تساؤلات المدونين والنشطاء المعارضين الذي عقد بمقر التكتل بدعوة من الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله قال رئيس حزب عادل يحي ولد أحمد الوقف إن انتقادات المدونين والنشطاء المعارضين وجيهة وواردة واقتراحاتهم مهمة ، والمعارضة تدرك أن لها مجهودا لكنها تستنقصه وترجو أ، تحسنه لتصل للنتائج التي تطمح إليها ...
وأضاف ولد الوقف أن انتقاد المواقف وجيه لكن المواقف تبقى اجتهادات والمهم فيها الاستمرارية في المعارضة فالعمل السياسي مرتبط بالأخطاء ــ في إشارة إلى تحذير المدونين الأحزاب من احتضان الفاسدين من الأنظمة السابقة ــ
وأكد ولد الوقف أن الأحزاب بدت سوآتها لأنها لا توصل إلى السلطة في موريتانيا ففقدت بذلك مكانتها ..مشددا أن المقاطعة كانت مفيدة لأنها زادت من ضغط الأزمة ..كما أن المشاركة كانت مفيدة لأنها خلقت تجربة وحضورا وأعطت أصواتا مؤسسية مهمة ، فينبغي تقييمها وعدم جعلها مشكلا .
وقال رئيس حزب عادل إنه لا بد من رؤية للمعارضة وتحديد مشتركاتها التي تخدم الأهداف وعلى رأسها خلق ديمقراطية حقيقية ، معترفا بأن النظام دفع المعارضة إلى أن تكون صاحبة ردة فعل لا فعل ...
واعتبر ولد الوقف ا، المعارضة بحاجة إلى الوحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى ، لتعمل على أن لا يعيد النظام نفسه ، كما أن أنها بحاجة إلى الوحدة قبل الاستحقاقات القادمة والاتفاق على المشاركة أو المقاطعة لكن على المدونين والنشطاء المعارضين غير الحزبيين مساعدتها على ذلك ..فالبلد لم يكن فيه إعلام ولا رأي وهذه أسس الديمقراطية .
وختم ولد الوقف بأن لقاء المدونين والنشطاء المعارضين مع قادة الأحزاب كان إيجابيا ومفيدا ويجب أن يوسع وتعطى له آلية تنظيمية ويجب استغلال فرصيه فالنظام فاقد للرؤية ولديه ظروف اقتصادية واجتماعية يمكن استغلالها لإزاحته .