في ندوة "فكرية"
بصعوبة بالغة دلفت إلى القاعة، أغراني بمجهود المزاحمة كما فكرة الذهاب أصلا، فضول فطري غذته تجربة إعلامية لما تتبلور ملامحها، وعقدة جهل يبسط رداءه الحالك ليغطي أغلب ما يتدواله "النخبة" في حواراتهم، وما يتحدث به "البسطاء" في مجالسهم.. حسنا، موضوع مهم في ظرف خاص، وضيوف بحجم كبير برؤى مختلفة الزوايا، وأضفت من لدني "وجمهور نخبوي" .. إذن سأستفيد حتما إن لم يكن في المجال الفكري سيكون في نجاحي _على الأقل_ في اصطياد مفردة أو مفردات تغذي قاموسي الفقير جدا..
وجدت_بابتسامة حظ_ مقعدا.. جلست، وبدقة كنت أنصت للحديث الصادر من المنصة،
كان الصراخ في القاعة يتعالى محملا بنبرات ال"مع" وال"ضد" في فوضوية لا تدع مجالا للمتابع أن يفهم ويحكم أو أن يستفيد مثل حالتي.. تصفيق للتشجيع وللتشويش يمتزجان ليخلقا فضاء إزعاج بنكهة غريبة..
لم أصل إلى فكرة، ولم تلح لي أيضا المفردة التي كنت أخطط لاقتناصها. بدوت كمن يتلقى درسا في فن "التكساح" أو هكذا خيل إلي.. كنت أقنع نفسي أن المشكلة لدي وأن الحوار أعمق مما التقطته مسامعي ومما استوعبه ذهني، لكن تفاعل الجمهور "النخبوي" كان في كل مرة يعيدني إلى فكرة مفادها أن فضولي ساقني إلى استعراض لمهارات الإحراج أمام "آلتراس" مهمتهم فقط التحريض على تحطيم الغريم..
من صفحة الزميلة بلقيس بنت إسماعيل