صدر أمس الجمعة كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترمب الأبيض" الذي أثار عاصفة سياسية في الولايات المتحدة بسبب جرأته الشديدة، في حين كذّب مؤلفه مايكل وولف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قال إنه لم يسبق أن التقاه أو تحدث إليه.
وقال وولف في مقابلة مع شبكة "أن بي سي" التلفزيونية الأميركية الجمعة إنه تحدث إلى ترمب قبل وبعد توليه منصبه. وأضاف أنه أمر غير طبيعي أن يحاول رئيس الولايات المتحدة إيقاف نشر كتاب، وهو أمر لم يسبقه له أي رئيس، على حد قوله.
وكان يشير إلى تهديد محامين بإجراءات قانونية لمنع نشر الكتاب عبر دار النشر "هنري هولت وشركاؤه". ودفع هذا التهديد مؤلف الكتاب إلى التبكير بنشره اليوم، حيث كان مقررا نشره الثلاثاء القادم.
وقد أظهرت صور لوكالات الأنباء تداول نسخ من الكتاب في المكتبات الأميركية الجمعة، وكان وولف قد كتب في تغريدة له بموقع تويتر مخاطبا ترمب بخصوص الكتاب "يمكنكم شراؤه اليوم.. شكرا سيدي الرئيس".
يذكر أن الكاتب مايكل وولف أمضى 18 شهرا برفقة ترمب منذ حملته الانتخابية وخلال عامه الأول في البيت الأبيض بهدف الإعداد للكتاب الذي تضمن تفاصيل يتعلق بعضها بالاتصالات التي تمت قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة بين حملة ترمب والروس وتداعياتها السياسية.
عاصفة سياسية
وأثار الكتاب عاصفة سياسية بعد نشر مقتطفات منه قبل يومين لأنه تضمن تصريحات لمستشار البيت الأبيض السابق ستيف بانون، و"أسرارا" تخص حياة ترمب السياسية والعائلية، ولوح محامو ترمب بمقاضاة بانون بتهمة إفشاء أسرار.
كما سارع الرئيس الأميركي إلى مهاجمة بانون، وكتب في تغريدة أنه لم يسمح إطلاقا بدخول مؤلف الكتاب مايكل وولف إلى البيت الأبيض، وأضاف أن كتابه يغص بالأكاذيب والتحريف وينقل عن مصادر غير موجودة.
كما قال متحدثا عن مؤلف الكتاب ومستشاره السابق ستيف بانون "انظروا إلى تاريخ هذا الرجل (مايكل وولف) وشاهدوا ما سيحدث له ولستيف بانون القذر". وبدا أن الكتاب سيفاقم التصدعات في الحزب الجمهوري، خاصة بعد دخول ترمب وبانون في مواجهة مباشرة.
جبان وعديم الخبرة
ويقتبس الكتاب الذي يصور ترمب بأنه جبان وغير مستقر وعديم الخبرة في شؤون المكتب البيضاوي أقوال بانون الذي دعاه محامو الرئيس إلى الكف عن إفشاء معلومات. وكان بانون قد غادر البيت الأبيض في أغسطس/آب الماضي.
ووفق بعض المقتطفات المتداولة قبل نشر الكتاب، فقد ورد فيه قول لترمب أفضى به إلى بعض أصدقائه بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية ذكر فيه الرئيس الأميركي أنه قام مع صهره بهندسة "انقلاب" في المملكة، وأن ترمب قال لأصدقائه "لقد وضعنا الرجل الذي يخصنا على القمة".
ويعتقد أن بانون كان شاهدا على اجتماعات سرية بشأن التحقيقات الجارية بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية الأخيرة كاجتماع ضم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بكل من بانون وكوشنر ومايكل فلين المستشار السابق لترمب لشؤون الأمن القومي، في ديسمبر/كانون الأول 2016، بحسب ما ذكرت واشنطن بوست الربيع الماضي.
ونقل الكتاب عن بانون قوله إن تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر في مسألة التدخل الروسي بانتخابات العام 2016 سيركز على عمليات غسل أموال.
المصدر : الجزيرة + وكالات