فِي عَامٍ ماضٍ، أُوقِفَ رجل غربي - كان في زيارة لموريتانيا - لاشتباهٍ ما حوله، وصادف ذلك نهاية شهر ديسمبر..
في ليلة لَـ 31، وقبيل تمام الساعة: 00 سمع رجال الشرطة المداومون بمكان توقيفه أصواتا مختلطة تنبعث من محجزه، سارعو إليه، فَألْفَوْه وقد أخذ علبة "كوكا كولا" فارغة يضرب بها جدار الغرفة بشكل إيقاعي، مستعينا بيده الأخرى لإحداث نمط صوتي معين يرقص عليه ويترنم..
سأله أفراد الشرطة عن فعله هذا، فرد عليهم بأنها الطريقة التي وجدها متاحة له، في الوضع الذي هو فيه للإحتفال بـ لَـ 31 ديسمبر، إذ تعود منذ الصغر الاحتفال بهذه المناسبة، ولا يمكن أن تمر عليه دون أن يحتفل بها..
كنتُ عند وقوع هذه الحادثة، أُخَلِّدُ لَـ 31 بنومة في فراشي، لأني بخلافه لم أحتفل في الصغر بهذه المناسبة، ولا تعني لي شيئا، وتمر بي ليلة لَـ 31 كأية ليلة..
مُوجِبُه أن احتفال الثقافة الغربية بِـ ليلة لَـ 31، لا يعنينا، ولم نَتَرَبَّ عليه، وليس لنا فيه سلف، ولا هو لنا بِخُلُقٌ، وليس جزء من ثقافتنا..
ولمن يقول لي إنه احتفال بانسلاخِ عامٍ، ودخول عامٍ، أقول له: لكن وفق تقويم بابا الكنيسة الكاثوليكية غريغوريوس الثالث عشر فقط..
مع ذلك، ومحاذاة لمشاعر المحتفلين، والمُبَالين: أهنئ المحتفلين والمُبَالين من الإخوة والزملاء والأصدقاء بِـ رأس السنة الجديدة، ولهم أقول: كل حِينٍ وأنتم بخير، جعلكم الله ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم، ودامت لهم الصحة والعافية..
أحمدْ عبد الله المصطفى