نوافذ (نواكشوط ) ــ قرية "لخشب " عاصمة المركز الإداري الذي يحمل اسمها بولاية تكانت ، إنها قرية الوزير الأول الأسبق سيدي أحمد ولد ابنيجارة وموطن أسرته وإخوته وأبناء عمومته ...يبدو أنها كانت يوما من الأيام شيئا يذكر لكنها أصبحت نسيا منسيا بعد أكثر من خمس وثلاثين سنة على توزير ابنها ...
لم يبق من ذلك العهد الجميل إلا أطلال المباني الإدارية وكرم أصيل طويت عليه قلوب أبناء القرية وهم يرتلون قصة الوفاء للمعاناة .. "فلخشب " اليوم اسم على مسمى حقا ... فقد حولها ثنائي العزلة والحرمان إلى خشب مسندة ..
مدرستها الابتدائية يتناوب تلاميذها بمستوياتهم المختلفة على فصل يتيم يدرسهم فيه معلم واحد عزز بثان في وجه زيارة الرئيس لتيشيت سيرحل عنه بمجرد مرور آخر فرد من أفراد الوفد الوزاري المرافق للرئيس ...
وعود كثيرة ببناء المدرسة سمع عنها أبناء لخشب لكن تنفيذها توقف عند العتبة كما تظهر ذلك الصور ...
السكان يشكون العزلة فالطريق المؤدية إلى قريتهم من تجكجة والتي لا تتجاوز 100 كلم تقضى عابرات الصحراء فيها أربع ساعات وتقضي ضعف ذلك في طريقها إلى تيشيت ...عزلة لا يقطعها إلا هدير السيارات الرسمية في المناسبات الموسمية .
يعترف السكان للرئيس بأنه من وفر لهم سيارة إسعاف خفف من معاناتهم الصحة وما زالوا ينتظرون تحقيق وعده بتوفير الماء الصالح للشرب والظروف المناسبة للتعليم والرفع من أداء المركز الصحي الذي تحول طبيبه المركزي إلى صانع شاي بمنزل حاكم "لخشيت " إكراما للضيوف المارين بالقرية في طريقهم إلى تيشيت .
رغم العزلة والحرمان لا يبغي سكان لخشب بها بدلا ، تماما كما لا يبغي بهم سالكوا طريق تيشيت بدلا ، فهم من يخفف عنهم وعثاء سفر محفوف بالمخاطر ...
يقول سكان القرية إنهم لا يعرفون المعارضة ويستعيذون بالله منها وإن كانوا لا ينكرون أن من بين أبناء قريتهم من صوت ضد التعديلات الدستورية بمجلس الشيوخ ...فهل كتب عليه الحرمان عقوبة لهم على هذا التصويت ؟؟؟