فرض نظام ولد عبد العزيز علينا بالقوة علما ونشيدا ودستورا جديدا، حذف فيه غرفة تشريعية هامة كانت صِمَام أمان فيما يتعلق بمنصب رئيس الجمهورية وصلاحياته.
الرجل يعرف ويعرف موالوه وطواقم إداراته أن نتيجة الاستفتاء الأخير كانت لصالح الرفض …
لكن السلطة استخدمت قوتها المادية وسلطتها الإدارية ، وفرضت على الشعب تلك التغييرات رغما عنه …
طيب : هناك صنفان من المعارضة .. معارضة محاورة ، وأخرى مقاطعة .. وهذه الاخيرة هي المنتصرة بقوة الحق، وتلك المحاورة هي المنتصرة بحق القوة..
قررت المعارضة المقاطعة التصعيد السياسي والنضالي في سبيل إفشال هذا التزوير وهذه الدكتاتورية المقيتة.. واعتبرت نفسها غير معنية بمخرجات الحوار والاستفتاء .. وهو ما يعني رفضها للعلم والنشيد ..
وأعتقد أن فرض النظام لتغييراته كان – وما زال – الفرصة الذهبية للمعارضة كي تعود للواجهة وتبعث الروح في أوصالها الفاترة..
كان بإمكانها – وما زالت- رفض رفع هذا العلم ورفض النشيد ولتتحمل في سبيل ذلك السجن والترهيب وتلعب على وتيرة الزمن …
وبطبيعة الحال ستفرض تطورا سياسيا جديدا شاء النظام أو أبى وربما تمكنت أن تتحكم في بعض تجليات الاستحقاقات القادمة …
لكني بدأت أخشى من أن تكون ( بعض) معارضتنا انتهجت العرقوبية في نضالها وفِي خطابها ما بعد الاستفتاء ..
إن صمتنا الجنائزي عن نتائج الاستفتاء وسكوتنا الأخرس على العلم والنشيد وحل مجلس الشيوخ هي أمور شجعت النظام -الذي بدأ يتحرك بنفسه بعيدا عن حزبه وأغلبيته – على التمادي في التغييرات والتبديلات ولن تكون العملة الوطنية آخرها …
نحن بحاجة لمصارحة الذات والشعب .. نحن بحاجة لجلسة مكاشفة مع الضمير ..
هل نحن معارضة أم تجار مواقف …
كيف نرفض علما ونشيدا رفضهما الواقع والاستفتاء ثم نعترف بهما دون أي مبرر أو منطق سياسي …
إذا كنّا نعرف أصلا أننا سنعترف ونبارك للنظام ما قام به وما فرضه علينا بالقوة .. لماذا نقاطعه ولماذا لم نكن ضمن معارضته الموالية؟
الموالاة ليست عيبا.. العيب هو المواربة والرواقية واللامبدئية ..
أي معارضة نحن وأي سياسة ما نقوم به ؟
من صفحة الكاتب على الفيسبوك