تستعد مدينة تيشيت التاريخية حاليا لاحتضان فعاليات مهرجان المدن القديمة الذي ينطلق كل سنة بإحدى المدن التاريخية في اليوم الموافق لذكرى المولد النبوي الشريف وبإشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
وتنظم المهرجان وزارة الثقافة والصناعة التقليدية بالتناوب بين مدن شنقيط ووادان وتيشيت وولاتة، وينظم هذا العام تحت شعار: "مدننا التاريخية مصانة من الاندثار".
وتشهد مدينة تيشيت التي أسسها الشريف عبد المؤمن سنة 536 هجرية، هذه الأيام استعدادات مكثفة من طرف اللجان المشرفة على تحضير هذه النسخة التي تنطلق فعالياتها بيومين بعد رفع العلم الوطني والنشيد الوطني الجديدين، هذا العلم الذي يحتوي على خطين أحمرين يرمزان إلى تخليد بطولات المقاومة التي وقعت في مدينة تيشيت واحدة من معاركها الشهيرة.
وتحتوي مدينة تيشيت على أكثر من ستة آلاف مخطوط وعشر مكتبات ومحاظر لتدريس القرآن وعلومه بالإضافة إلى إعدادية وثلاث مدارس.
ويؤكد المحافظ الوطني للتراث والثقافة بوزارة الثقافة والصناعة التقليدية السيد النامي محمد كابر في لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء أن هذه النسخة ستتميز عن سابقاتها بعروض جديدة ومبتكرة ستضيف رونقا جديدا للمهرجان من خلال تقنيات حديثة في الصوت والإضاءة والإخراج.
وأضاف أن هذه النسخة ستشهد تدشين العديد من الإنجازات التي قامت بها وزارة الثقافة والصناعة التقليدية في إطار تنمية المدن والمواقع الأثرية.
وقال إن المهرجان الذي تتضافر الجهود لجعله قطب تنمية ثقافية واقتصادية لهذه المدن، جاء للقضاء على نظرة التهميش التي عانت منها مدينة تيشيت في العقود الماضية، مما انعكس سلبا على سكانها الذين لم تترك لهم صعوبة الحياة خيارا سوى النزوح عنها.
وبين أن المدن القديمة قبل المهرجان كانت مهددة بالشطب عليها من قائمة التراث العالمي بسبب انتهاكات وقعت تنافي الشروط الموقعة بين موريتانيا ومنظمة اليونسكو في دفتر الالتزامات، حيث تداركت السلطات العليا بقرار من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الموقف بتنظيم مهرجان سنوي بالتناوب بين هذه المدن.
ومن جانبه أوضح حاكم مقاطعة تيشيت السيد محمد العربي ولد محمدن أن المدينة أصبحت جاهزة لاستقبال الضيوف وتم وضع كافة الترتيبات الضرورية واللازمة لذلك، مبرزا أن المدينة تتوفر على شبكة للمياه وطاقة كهربائية، كما تم تجهيز مساكن لاستضافة الوافدين إليها.
أما عمدة مدينة تيشيت السيد محمد ولد تياه، فقد بين أن هذه النسخة ستتميز بتدشين مستوصف من فئة "ب" في عاصمة المقاطعة، كما تم إنجاز مستوصف في قرية آغريجيت، مشيدا بما تحقق في هذه المقاطعة من إنجازات لم تكن متوقعة "إلا أن الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية كان لها الفضل مع الله، في توفير المنشآت الضرورية لساكنة المدينة الذين يناهز تعدادهم ستة آلاف نسمة.
وأبرز أن قطاعات وزارية خاصة وزارة الزراعة ووزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي ومفوضية الأمن الغذائي، قامت بإنجازات ملموسة في مجال الواحات النموذجية وبناء المدارس والمباني الإدارية وتوفير دكاكين أمل في العديد من القرى التابعة للمقاطعة.
وبهذا يكون هذا المهرجان لمسة وفاء لسلف صالح وأساس بناء لمستقبل واعد ينتشل شواهد ماض عريق من غياهب النسيان.