إنَّ لي سبعةً و خمسينَ عامَا ** من جَنَى العمر كنتُ فيها الغَرامَا
تسحبُ الريحُ ذيْلَها بوَقارٍ ** إنْ رأتْ طلْعتِي و تُلقِي السَّلامَا
و الغيومُ التي تمرُّ سراعًا ** اصْطَفتْنِي الظِّلالُ منها احتِرامَا
و الطيورُ التي يُحاصرها الصَّيْفُ حيَالِي تَقُولُ طبتُ مَقامَا
و أنا خافِقُ الفؤادِ الَّذي مَا ** نامَ يوْمًا .. لِكيْ تَذوقوا المَنامَا
أَوَ لا تذكرونَ أوَّلَ حُبٍّ ** حينَ جئتُمْ من البوادي فِئامَا ؟!
أين تلك الخيامُ هل لي إليها ** منْ رجوعٍ؟! .. أما تزالُ خِيامَا ؟!
والأغاني التي سهرنا عليْها ** و الأماني التي استحالتْ رُكامَا
يا أحبَّاءُ ليس هذا رثاءً ** بل دموعًا سخينةً و مَلامًا
كيف تنسونَ مُخلِصًا أبَديًّا ** باسم الثغر طيِّباً مُستهامَا ؟!
أرضِيتُمْ بآخرٍ دونَ حُسنِي** رُبَّما حُبُّه يكونُ حرامَا ؟!
لا تقولوا يوم الفراقِ وَداعًا ** فأنا لنْ أطيقَ منكُمْ كَلامَا
نجمتي فرحةُ المدار اعتزازاً ** و هلالِي أبُو الجمالِ تَسامَى
و اخضرارِي يدُ النَّخيلِ سخاءً ** أتُريدونَ بعد هذا تَمامَا ؟!
أنَا أوْلى بعزَّة النفسِ و الصبرِ و فخْرِ المُجاهدينَ القُدامَى
الجنودُ الذينَ ضحَّوْا فِداءً ** لِبَنِي الأرضِ قلَّدونِي وِسامَا
و سأبقى مدى الزمان وفيًّا ** صنتُمُ العهد أو خَفرتُمْ ذِمامَا
الشيخ ولد بلعمش