كنت في السابق قد تحدثت عن (دبلوماسية الصور) التي صدعنا بها بعض أنصار النظام، كلما ظهرت صورة للرئيس مع ضيف أو مضيف.. وكأنها فتح مريخي جديد، وكأنه الرئيس الوحيد في العالم الذي تمكن من التصوير، في وقت عجز الآخرون عن مجرد التفكير في أخذ صورة.
ما علينا ..
البارحة تابعت حلقة من البرنامج الساخر (جو شو) الذي يقدمه الصحفي يوسف حسين على قناة العربي، وقد خصص الحلقة لمؤتمر الشباب الأخير في مصر ...
سخر يوسف من حضور المؤتمر الرسمي (رئيسان فقط) ...
لكنه حول جهله بموريتانيا ورئيسها إلى مادة للسخرية وإضحاك جمهور القاعة .. ذكر اسم محمود عباس وافتعل مونولوجا على لسان سيدة انضمت للموكب السائر: (السيسي وعباس وعزيز) ..
تصافح السيدة السيسي وعباس، ويبدو أنها لم تميز رئيسنا فيأمرها السيسي بمصافحته..
مونولوج الحلقة يقول على لسان السيدة : من هذا ..
يقول الصحفي يوسف : هذا رئيس موريتانيا.
تقول السيدة : ما اسمه؟
يقول يوسف : و أنا عارف؟ ما اعرفش اسمه إيه ...
ويكرر تصريحه بجهله لاسم الرئيس الموريتاني وسخريته منه عندما يرمي مجسما لنصف الكرة الارضية قائلا : (هههه آسف هل الرئيس الموريتاني في النصف ده؟).
في مقطع آخر يسخر الصحفي من السيسي ومن سيدة أخرى (صفاكة) ذكرت أنها عندما تحضر نشاطا للسيسي تشعر بطاقة ايجابية تسري في جسمها.
يأخذ الصحفي موصلا كهربائيا ويخاطب السيسي قائلا : امنحنا طاقة يا ريس .. يبدأ السيسي في الكلام ويتوقف .. يقول الصحفي : تابع يا ريس .. لعله بحاجة لوصلة من رئيس موريتانيا .
لا تهمني السخرية من الرئيس، فالبرنامج ساخر، وقد سخر من الجميع رؤساء وصحفيين وشباب ..
لكن المثير في كل هذا هو جهل صحافة العالم العربي برئيسنا واسمه ..
بل وجهل مسؤولة كبيرة بالرئيس الموريتاني، ومصافحتها للسيسي وعباس ..ولو لم يأمرها السيسي بمصافحة عزيز لما فعلت، لأنها لا تعرفه أصلا.
على من يقع الخطأ .
هل هذه هي دبلماسية الصور التي صدعتم بها رؤوسنا ؟
رئيسنا غير معروف .. بلدنا غير معروف
ومع هذا نملك اعلاما تلفزيا، و إذاعيا، وورقيا، وإلكترونيا... ولدينا وكالة أنباء وسفارات ...
من المسؤول عن بقاء موريتانيا في الزاوية المظلمة دائما؟..
في القرن الـ 21 وما زلنا تحت العتمة والديجور ....
صدقوني : لا اكتب هذا تشفيا .. فوالله لقد آلمتني وأغضبني صورة تجاهل المرأة، واعتراف الصحفي بعدم معرفة اسم رئيسنا ..
لا تنسوا أن آخر قمة عربية كانت عندنا، وكان اسم رئيسنا على كل الألسن ووسائل الاتصال ..
لا تنسوا أننا نفكر في استضافة الأفارقة قريبا..
كل هذه التظاهرات تذهب سدى، ولا نكسب منها مجرد معرفة أين نكون من العالم، ومن هو رئيسنا؟
من المسؤول إذن؟
رجاء .. توقفوا عن صداعنا بصور فخامته مع نظرائه.. فما قيمة صورة لن يتذكرها حتى ملتقطها؟
عرّفوا به العالم أولا ..
وعرفوه ببلدنا .. أو اخرسوا ..
من صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله