نوافذ (نواكشوط ) ــ يرى الشاعر الموريتاني الشيخ ولد بلعمش أن الشعر الشعبي والأدب الشعبي في موريتانيا له حضوره وله وجوده وبيئته، لكن أكد على ضرورة فصله عن الأدب العربي الفصيح بما يتمثل به من شعر وشعراء
وحول حضور الشعر الشعبي والأدب الشعبي في الساحة الشعرية الموريتانية قال الشاعر بلعمش في تصريح صحفي :
“من وجهة نظري علينا تسمية الأشياء بأسمائها ففي موريتانيا كان إلى عهد قريب يسمى ما نتعارف اليوم على تسميته شعرا شعبيا ب ”لَغْنَ” أو ”الموزون” و ربما كان سبب التسمية غنائية ذلك الشعر أو ارتباط بعضه بالطرب و السمر فمصطلح الشعر الشعبي أو العامي جديد في موريتانيا و ربما لم يظهر إلا مع البرامج الإذاعية إبان الاستقلال و كان الشاعر باللهجة الحسانية يطلق عليه اسم ”لَمْغَنِّ” و هو تحوير طفيف لمفردة المغني و تتفاضل التسميات فمنها ”بِكافه” أي عنده ”كاف” و هو اسم البيت الشعري في الحسانية مع ملاحظة أن ”الكاف” تنطق هنا جيما مصرية و منها ”وزان” و منها ”بداع” و منها امْغَنِّ و منها ”مَهراسْ افْلَغْنَ”
و المهراس كلمة فصيحة تطلق على آلة خشبية تدق فيها الحبوب أما عن حضور هذا ”لَغْنَ” فقد كان و ما يزال قويا في الساحة الموريتانية أما حضوره قبل الاستقلال فعفوي و استحسان لأنه يلامس عقول الناس و قلوبهم بلهجتهم اليومية وأما حضوره في مرحلة ما بعد الاستقلال و خاصة في الفترة الأخيرة ففيه بعض من استحسان الناس له و لكن من أسبابه أيضا نوع من القسرية على حياء في الإعلام و المهرجانات و باستثناء روائع تشرق من حين إلى آخر في أغراض الغزل و الرثاء و المديح و النضال فإن لغن – كما الشعر – بحاجة إلى أن يستعيد عافيته التي كان عليها قبل عقود دون نسيان أن مما يجعل لغن عذبا أصالته و استخدامه للمفردات اللهجية الأصيلة لا هروبه إلى الفصحى أو غيرها و هنا أرى أنه من المناسب فصل ”لَمْغَنْيِينِ” في موريتانيا عن شعراء العربية في المهرجانات و الاتحادات و المؤسسات الأدبية عندنا بما سيخدم دون شك صنفي الشعر و يجعل كل طرف يغني على ليلاه بملء حريته.”