نوافذ (نواكشوط ) -
وجاء المكلف بالخبر اليقين ..... هذه رسالتي .
وهو يلوح بيديه و ينفخ بأكتافه حاول المكلف بمهمة بوزارة الثقافة ، المحترم "الدكتور المختار ولد الجيلاني " شرح و تسويق النص الشعري المتكلف أصلا ، في سياقه و شاعريته و موسيقاه و دلالته و مبناه ، و معانيه المستكينة الباهتة و صوره الغامضة في مغزاها و عروضه المتقارب وراويه المترهل و لازمته الطويلة .
وهو يحاول عبثا تضخيم المعاني و المفاهيم و لي عضلة اللسان العربي المبين ، ليصبغ على النشيد البديل الذي عرضه تلفزيون البلاد الرسمي مساء اليوم ، هالة و جوا من الشاعرية و الإبداع و الحماس و مخاطبة الوجدان و توطيد الإنتماء .
الغاية التي لم تفلح للأسف الشديد كوكبة شعراء اللجنة و أدباءها المنتدبين للمهمة قبله في تجسيدها في النص ، مما جعل مهمة المكلف بمهمة عسيرة إن لم تكن قد زادت من الأمر عسرا بعد يسر و " إن مع العسر يسرا " صدق الله العظيم .
وعطفا على ما سلف حول النص الشعري المصادق عليه يوم أمس من قبل مجلس الوزراء الموقر ، ك (نشيد وطني) بديل عن مقطع من قصيدة التوحيد للمجدد "الشيخ باب " طيب الله ثراه .
و بعد ملاحظاتنا العلمية والأدبية عليه في شكله و مضمونه و فنيته وبنائه .
فإننا نورد تلو ذلك مآخذنا السياسية و الثقافية عليه :
أولا/ لقد إفتقرت هذه القطعة إلى أهم هدف و غاية من هذه الأناشيد التي دأبت الأمم و الشعوب على ترنيمها ، ألا وهو شحذ الهمم و زرع حصون الإرادة عند الأجيال و الربط بينها .
ثانيا / لقد سقطت من هذه المقطوعة عزيمة القسم و نية الفدا و نداء الإستدعاء للتضحية و الإستبسال و الفناء ، من أجل الأمة الشنقيطية العظيمة و الشعب و الوطن الموريتاني الخالد .... و إن تضمنت تلبية لنداء لم يطلق أصلا .
ثالثا / إفتقد النص إلى عنصر الربط بين تضحيات الأجداد و حاضر الآباء و الأبناء و مستقبل الأحفاد ، للازم و الحتمي لصيرورة كل الأمة و بقاء كل الشعب و الوطن .
رابعا / لم تكن الإشادة و الإشارة إلى مقدسات الشعب و رسالته الثقافية الإسلامية العربية الإفريقية المحمدية المالكية الأشعرية الشنقيطية ، بذلك الوهج و الإشعاع الذي سطع إفريقية و الصحراء و طبع به الأجداد أصقاعا من المغرب و الجزيرة و الخليج و السودان .
خامسا / جاء صهيل النص خافتا مبحوحا فيه إنكسار و إستكانة و تسليم و هوان ، و هو يخاطب أعداء الأمة و الشعب و الوطن من الغزاة و المستعمرين و الطامعين السابقين و اللاحقين .
سادسا / كان النص أبكم حين إستحضر تضحيات و دماء الحرية الحمراء ، للأ كرم منا جميعا أبطال المقاومة و منضالي الحركات الوطنية من اجل الإستقلال و شهداء القوات المسلحة و قوات الأمن و الدرك ، في حرب الصحراء والغلاوية و لمغيطي و تورين و النعمة و ضربات أنواكشوط الاستباقية ، اللذين أقمنا الدنيا من أجلهم صادقين في ذلك و مخلصين .
سابعا / فضى وفاض النص من أي إشارة أو رسالة أمل و حياة أو حتى وعد كاذب أو مستحيل بغد زاهر ينعم فيه كل أبناء الشعب بالكرامة و الحرية و العدل والتنمية و الرفاهية سواء على سرر متقابلين .
يا أيها المكلفون بالمهمة .. أيها الشعراء .. هذه رسالتي إليكم
نحن لا نريد قصيدة عصماء في غرض المدح أو أدب الفروسية .. إنما نريد نصا شعريا شاعريا موسيقيا سليم المعنى و المبنى بليغ الرسالة و الهدف والدلالة.
يليق برباطنا و بحرنا و منارتنا و نهرنا و صحراءنا و هضابنا و جبالنا و نخيلنا .. يليق بلوحنا و قرطاسنا و قلمنا و محظرتنا ... يليق بعلماءنا و علومنا العربية الأصيلة و فقهاءنا و رسالتنا المحمدية الإسلامية الجليلة ... يليق بطموحاتنا التي تعانق عنان السماء .. يليق بشوقنا و توقنا الى الحرية و الإنعتاق... يليق برفضنا للذل و الخنوع و الهوان .
أيها السادة .
رغم أن النص تضمن إسمنا " سعدا " و مشروعنا الذي نبشر به " أجيال " .
و رغم تسليمنا بأن من بين من صاغ المقطوعة الشعرية الهشة من هو أعلى منا كعبا في الأدب و اللغة و الشعر .. إن لم يكونوا كلهم .
بيد أن الأمانة العلمية و النفس الأبية و القناعة الشخصية تفرض علي أن لا أجيز النص ، إرضاء لضميري و إنسجاما مع ذاتي و وفاء للحرف العربي الذي أعشقه .
السلام عليكم .