كنا ندخل سينما "السلام" نهارا بشق الأنفس وبشجاعة تستبطن الكثير من امتهان الكرامة لكن كل شيئ يهون فى سبيل آميتاب باتشان وشاشى كبور وجيمس بوند007 وهيما مالينى وريخا ومتين شاكروبورتى وأمجد خان وفيجاي اندرا وجاكى شان ورامبو
فأن نشاهد مجرد " لانصماه" من افلام هذه الشخصيات وغيرها خير لنا من حمر النعم فى تلك الأيام البريئة بؤسا وشقاء
أما ليل سينما "الفتح" فقدكان رحيما بنا حيث أن والد أحد أصدقائنا هو من يتولى حراسة البناية كلها ولم نكن بحاجة لأية إجراءات دخول أكثر من القول بأننا أبناء الحارس وأحيانا نجلب له الطعام من المنزل وهو لم يكن يهتم بالسينما ولا يعرف سوى أنه يحرس عمارة مليئة بالضجيج والأضواء والناس ونحن كنا ننزرع فى صفوف المشاهدين بأمان كبير
فى إحدى الليالى شاهدنا فلما مرعبا درجة وقوف الشعر وسريان قشعريرة فى الجسد كله مع انفعالات لا داعي لوضع النقاط على حروفها
فيلم لا أتذكر أننى شاهدت قبله ولابعده رعبا حقيقيا باستثناء مشاهدتى وأنا فى الثالثة الإبتدائية لفيلم رهيب عن مذبحة "صبرا وشاتيلا" بثه التلفزيون الموريتاني الناشئ آنذاك حوالى 1983 كان وثائثيا مرعبا حقا
الفيلم الذى شاهدناه تلك الليلة الرهيبة فى سينما "الفتح" كان عبارة عن قطعة لحم تأكل البشر وتدمر المنازل وتشعل الحرائق
عودة بعد الفاصل
من صفحة حبيب الله ولد أحمد