نوافذ (نواكشوط ) ــ كانت كبة مندز اوسيزيم من اجمل بقاع الارض فقرا وجمالا وبساطة وعفوية حياة
صباحاتها من اجمل صباحات العالم بنسائم تغمس فى البحر قبل ان تزفها طيوره رشرشات تنعش الازقة والنواصى والمنازل الفقيرة وتشيع التلاميذ الحفاة الى مدارسهم البائسة قبل خبز الصباح الذى ترفض تلك الصباحات ان تحمله معها الى الفقراء على رقتها وجمالها وتعاطفها معهم
كنا مجموعة من 5 أفراد نكافح لولوج سينما "السلام" نهارا و"الفتح" ليلا ولنا فى ذلك مذاهب شتى فأحيانا نعلق بدراريع الكبار كما تعلق "تنكيروره" بجلد الحمار الأخضر لتلعبه "كرصيص" وأحيانا نجمع قصاصات التذاكر "أتراكت" فنحتال بها على البواب والمحصل كما يحتال الوزراء على المال العام وأحيانا نفتعل شجارا يجر الى فوضى "خناقة" ننتهزها للدخول إلى قاعات العرض
كنا أبطالا لا أطفالا مع أن أكبرنا عمرا يومها لايتجاوز العاشرة تقريبا
علمتنا الكبة بفقرها وصمودها ومساءاتها التى لاعشيات ولاعشاءات بها الكثير من قيم الصمود والصلابة والشخصية والقناعة وقوة الشكيمة والاعتداد بالنفس التى لم تكن "لوامة" يومها
فاصل ونواصل