نوافذ (نواكشوط ) ــ كتب الشاعر المجيد الشيخ ولد بلعمش قصيدة عنونها ب : قِصَّتِي مَعَ النَّشِيدِ .. تحدث فيه عن رايه في النشيد ولجنته المقترحة قال لها :
يا للنَّشيدِ الَّذي ازدانَتْ بِه الحِقَبُ ! * مِنْ أجْلِه الأرضُ مادتْ و الوَرَى تَعِبُوا !
فَتسعةٌ وَ ثَلاثونَ الرُّؤَى دَمُهُمْ * سَيْكسِبونَ التَّحدِّي إنْ هُمُ كَتَبوَا
وَ رُبَّمَا باختيارِ البَحرِ أنصَحُهُمْ * فَفِي الشَّوارِعِ بَحْرٌ زَاخِرٌ لَجِبُ
لَكِنّمَا قَائِلُ الأَبْياتِ نَعْرِفُهُ * فَالأمْرُ دُبِّرَ وَ (''الْكُمْبَرْسُ'') مُنْتَدَبُ
مَع احتِرامِي لِهاماتٍ أتيهُ بِهَا * فَخْرًا وَ إنْ صَدَحتْ أجْثُو وَ أضْطَرِبُ
فَإنَّ أغْلَبَ منْ جَاءُوا بِهِمْ نَفَرٌ * أستغفر اللهَ .. فالغُفرانُ لِي أَرَبُ
لا ريْبَ فِي أنَّ عَرَّابَ النَّشيدِ لَهُ * مِن الفَصاحَةِ مَا تَزْهُو بِه الْعَرَبُ
و أنّه طافِحُ الإلهامِ مُورِقُهُ * وَ أنَّ سَبْكَ قَوافِيهِ هُو الذَّهَبُ
طويْتُ قَلْبِي عَلى صِدْقِ الْوِدادِ لَهُ * وَ لَنْ تُغَيِّرَنِي الأَيَّامُ وَ الرُّتَبُ
لكنَّهُ الحقُّ أبْقَى مِنْ مُجَامَلَةٍ * وَ هَذِهِ قِصَّةٌ عِنْوانُهَا الْعَجَبُ
إذْ قبْلَ سِتِّ سنينٍ فِي مُسامَرَةٍ * كانَ الَّذِي قُلْتُهُ رَأْيًا لِمَنْ رَغِبُوا
وَ فِكْرةً تَتَداعَى حوْلَها فِكَرٌ * شَتَّى فَمُبتَعِدٌ مِنْهَا وَ مُقْتَرِبُ
ما كانَ إلاَّ حواراً فِي محبَّتِنَا * للأرضِ و النَّاسِ لاَ طيْشًا بِه نَثِبُ
و لمْ أَكُنْ منْ رِعاعِ النَّاسِ فِي خُلُقِي * فَنَخْلُ شنقيطَ أُمِّي وَ الْمُتُونُ أَبُ
وَ قدْ حَفِظْتُ لأهْلِ الفَضْلِ حُرْمَتَهُمْ * كَمْ أبْدَعَ الحَسَنِيُّ الشَّاعِرُ الذَّرِبُ
( قومٌ إذَا سَلِمُوا فالنَّاسُ سَالِمَةٌ * وَ يُخْتَشَى غَضَبُ المَولَى إِذَا غَضِبُوا )
فكيفَ يحذِفُني ذاكُمْ وَ يَهزَأُ بِي * كَأنَّنِي فِي بِلادِ الأهْلِ مُغْتَرِبُ ؟!
لَرُبّمَا قِيلَ هذَا لاَ يُسايِرُنَا * أوْ ليْسَ فِي الحزْبِ أوْ تَاريخُهُ غَضَبُ
أَلَمْ أَكُنْ رجُلاً شهْمًا بِنُصْرَتِهِ * يَوْم الرَّصاصَةِ و الأقوامُ قدْ هَرَبُوا ؟!
هل يقرأ الشعر ؟! إنّي قد صَدَعتُ به * لمَّا تَدثَّر بالصَّمْت الأُلَى كَذَبُوا
أَلَمْ أُعزِّ بِأشْعارٍ تَرِقُّ لَهَا * صُمُّ الجِبالِ ؟! .. فَنُبْلِي وَحْدَهُ نَسَبُ
لكنَّهُ اختارَ عنِّي مِنْ قَرابَتِهِ * و اخترْتُ شعبِي فأيْنَ الغُبْنُ وَ الْعَتَبُ ؟!