نوافذ (نواكشوط ) ــ خصص الفنان السوري والأستاذ في علم النفس فريد حسن قصاصة من قصاصاته التي يكتب عن رحلته الأخيرة إلى موريتانيا لاستضافة الزميل عبد المجيد ولد إبراهيم له في برنامج "ضيف وحوار " على قناة شنقيط .
ودون الفنان السوري في قصاصته أبرز ملاحظاته على ما اكتنف التحضير والإعداد لحلقتي البرنامج فكتب :
اليوم هو الاربعاء الواقع في 21كانون الاول ديسمبر عام 2016م سأقوم بآخر نشاط قبل ان أغادر مساء الغد راجعا الى بروكسل حيث اقيم منذ عام 2015 م -
النشاط هو لقاءان تلفزيونيان في قناة شنقيط الفضائية الخاصة واللذان سيجريهما معي المذيع المتألق عبد المجيد ابراهيم –
لقد طلب مني أن يجري معي لقاء تلفزيونيا ووافقت كما وافقت للجميع من قبله - قيل لي إنه داهية وانه صريح جدا وسيدخلك في مواقف محرجة – لذلك اتفقت معه مسبقا على أن لا نتحدث في غير الفن ووافق على ذلك حيث لن يفوقني معرفة بعملي ؟
وكعادتي لا أسأل المذيع عما سيسألني فانا جاهز للرد عن كل تساؤل – والى هنا الأمور ممتازة – اتفقنا على هذا الموعد منذ أيام عديدة – لم أكن أعلم انه طلب الموعد قبل فترة طويلة ليحضر للحلقة أو الاثنتين كما حصل فيما بعد ؟
وقد ظهرت لي عند بدء الحلقة التي كانت تبث على الهواء مباشرة أمور لم أكن أتوقعها فالرجل قرأ قصاصاتي التي كانت قد صدرت إلى ذلكم الحين وكان عددها خمسون بتمعن ودقة شديدين واختار أسئلته منطلقا من هذه القصاصات – وقراءة مائتين من الصفحات وبدقة وفهم للمضمون أعتقد انه ليس بالأمر السهل ؟
ورغم وعده لي بان لا يخرج عن موضوع حياتي الفنية – لكنه خرج عدة مرات وطرح أسئلة سياسية لا دخل لها بالفن – والمشكلة أننا كنا على الهواء مباشرة – كما انه كان يطرح الأسئلة بطريقة ذكية جدا بحيث لا يمكنني التهرب من الإجابة عليها : وقد استطعت أن أجيب إجابات دبلوماسية لا تغضب أحدا وهذا هو هدفي : فانا فنان للجميع ولا اريد ان اخسر واحدا من جمهوري الفني فكيف اذا تحدثت بكلام يفرح جماعة لكنه قد يغضب جماعات أخرى – وأظن أن كلامي كان خاليا من إغضاب أي أحد ؟
لقد ظهر لي من خلال الحوار انه لم يكتف بقراءة القصاصات بل بحث واستقصى على الطريقة المخابراتية ليكون عني فكرة متكاملة – وفي هذا السياق انصح كل من يريد ان ينجح في عمله أيا كان العمل أن يفعل كما فعل عبد المجيد – لقد شعرت انه بذل جهدا كبيرا جدا ووقتا طويلا كي ينجح في عمله هذا وأهنئه فعلا على ما يمتلك من مثابرة وإتقان وسرعة بديهة وطلاقة في الحديث رغم عدم وفائه بوعده الذي قطعه لي في عدم خروجه عن موضوع الفن ؟
لقد كانت اسئلته حتى في احراجها محببة الى نفسي لطريقة سؤالها ؟
ان المذيع الناجح هو من يدير ويحرك ويفعل الحوار لا العكس كما يفعل بعض المذيعين الذين تراهم مدفوعين خلف محاورهم ينتظرون منه ان ينجح لهم الحوار ؟
لقد كان يعرف عن كل اغنية من هو كاتبها ومتى لحنتها والظرف الذي رافق تلحينها وهذا يعني انه لم يكتف بالقصاصات بل قرأ حكايات كل اغنية وعددها بالعشرات –
لقد كان هو المعد للبرنامج وهو المذيع وهو المخرج – فعلا أهنئه على عزيمته التي يمتلكها وعلى حبه لعمله وإخلاصه له وتفانيه فيه ؟
لقد استعرض في حواره كل المراحل التي مر بها عملي الفني في موريتانيا وما رافق ذلك من تطورات في شتى مجالات الحياة في موريتانيا وانصح كل من لم يشاهد الحلقتين أن يعود إليهما في اليوتوب فهما ممتعتان فعلا ؟
والى لقاء في قصاصة قادمة ان شاء الله –
والى ذلكم الحين استودعكم الله ودمتم لفنانكم فريد حسن –