نوافذ {نواكشوط } ــ
فشلت الأغلبية في إدارة صراعاتها البينية من أجل مصالحها الآنية ، فنهارت في واقعة مجلس شيوخها رمز أغلبية كل حاكم لموريتانيا ، فراحت أركانها تبرر فشلها و إنهيارها بفشل أكبر و خطيئة أعظم ، وهي الدعوة إلى مأمورية ثالثة في إلتفاف واضح على مخرجات الحوار الوطني الشامل.
فشلت أيضا المعارضة المقاطعة دائما لكل شأن وطني هام المشاركة دوما في نتائجه الإنتخابية المنتهية الصلاحية العمرية لأغلب قادتها ، العاجزة عن إحداث الفعل المؤثر أو إقناع عموم الشعب برؤيتها او برنامجها الذين لم تستطع الإتفاق عليهما منذ العام 92 ، بل أنها لم تستطع أن تتجاوز في حركتها الفعلية محيط منطقة ( كبتال ) مكتفية بإرسال البيانات و تكرير الإتهامات ، فراحت تطفق عليها من ورق التوت و أوهام العجز و تتمترس وراء اوهن الخيوط و أتفه القش ( بقايا البرامية و حركات المقاهي الإفتراضية ) .
و أكثر ما يفزع في هذه الوضعية و تلك هو إنجراف طيف واسع و كبير من شباب و نخبة مجتمعنا الحيوية يعول عليه في إحداث التغيير المنشود ، بصورة عمياء بهائمية نفعية و انتهازية قبلية و جهوية إديولوجية و ظلامية و تخندقه بين هذا الطرف او ذاك ، دون أن يكلف نفسه أبسط جهد او عناء لتوجيه القارب قبل غرقه بالجميع مكتفيا بترديد ما يسمعونه عند مومياءات السياسة كالببغاوات .
على أغلبية كل الأنظمة هذه أن تتلطف و ترحل فلاهي قادرة على حماية او تسويق برنامجها و لا هي موحدة حول مرشحها سابقا ، خصوصا بعد ضياع بوصلتها و تقطع عرى أوصالها في رحلة التيه و البحث عن المرشح القادم .
وعلى معارضة المقاطعة الأولى ( كبتال ) أن تركز جزءا من جهدها و تفكيرها بالنسبة لعمودها الفقري لتجديد منابع التمويل التي بدأت تجفف بعد أزمة الخليج و ليتفرغ بقية رموزها المنتهي الصلاحية العمرية و التفكيرية و العطائية ، للتمتع بزينة الدنيا المال الذي حصدوا سنين خلت و أحفاد احفادهم بنينا و بنات فهم رمز الفشل و العجز .
وعليكم أيها الموريتانيين و الموريتانيات حزم أمركم و إتخاذ قراركم و الإنحياز لوطنكم و عامة شعبكم الصامتة و مستقبل أبناءكم و حاضر و مستقبل أجيالكم ، و التخلص من هذه الطبقة السياسية و الإجتماعية و الآيديولوجية القبائلية الجهوياتية الظلامية الرجعية الفاسدة التي أنهكت البلاد و العباد منذ الإستقلال الى اليوم فانتم بقية أمل و الفشل سر النجاح .
مرة واحدة أيها النخب كونوا .. للوطن .. و مع الوطن .. و من أجل الوطن .