نوافذ (نواكشوط ) ــ (سأظل أخترق جدار الصمت، لذي ضرب حول فاجعة شهداء مطار تجكجة، منذ اليوم الأول.. حتى الآن؛ فاليوم تمر ذكراها (23)؛ حيث فقَدْنا أكثرمن ثمانين شهيدا في لحظة واحدة من التفريط، والتقصير، والاستهتار بأرواح المواطنين) :
فاجـعٌ.. فـاجعٌ.. ورُزْءٌ.. مَهُـولُ وأسًى.. مُطبقٌ.. عَريضٌ.. طــويلُ
صَدْمَةٌ .. رَجَّت الوُجـودَ ..فلمْ يَبْقَ - لَـدَى مَنْ لـهمْ عُقــولٌ - عُقــولُ
كلُّ عيْنٍ تَزُوغُ فِي الأفْقِ..حَيْرَى.. فتَرَى الـرُّوحُ- في الدُّموع- تَسيلُ
كلُّ قَـلبٍ .. يَـمُور- بالفجْـع- مورا فتَـرَى ذَبْــذَبَــاتِ حُزْنٍ .. تجـــولُ
في وُجُـوهٍ .. تُـذِيـبُـها حَسَــــراتٌ وانْصِهـــارٌ .. تـَوَتُّرٌ .. وذهـــــولُ
با لدُّعــا غَصَّت الحَـاجِـرُ ..حَتَّى ذابَ فيها الـدُّعا .. ومــاتَ العَـويلُ
والثـَّوانِي الثـكْلَى.. تَمُـرُّ.. سِنينًا.. آدَهَا اليـَأسُ .. والرجا المُسْتحــيـلُ
فـوْقَ كُـلِّ الشِّفـاهِ.. ظـلَّ سُـؤالٌ خـــــائـِفٌ .. مِنْ جَوابـه .. لا يَقـــيلُ:
أيْنَ أمِّـي.. أبِي.. أخي.. أيْنَ إبْنِي؟ فُجِـعَ الكُـلُّ.. ســائـلٌ .. ومَسُــولُ
لا تَسَلْ.. فالرُّكابُ ماتوا.. جَميعًا عِـنْدَمَا حَانَ - في المَطار– النُّـزولُ
شَبَّ فيها الحَريقُ .. والكُلُّ يَرْنُـو لا مَطافِي .. إلا الدُّمـوعُ .. السُّيولُ
هَـلَكُوا .. والأحْضانُ تهْفــو إليهمْ أيْنَ - لا أيْـن – للنجــاةِ سبـــــــيلُ؟
كمْ جَـمَالٍ .. وكمْ شبابٍ .. وأحْلا مٍ.. ومَـجْدٍ.. أحْرَقْتَ.. يـا عزْرَئيـلُ!
لـيسَ بيْن الحيـــاة والـموتِ .. إلا حاجِز - عِنْـدَما يـُـزاحُ – ضئــــيلُ
إنَّ حَدْسَ الإنْسانِ في ظُلْمَةِ الغــيْب.. جَهُــولٌ.. ومُعْتِـمٌ.. وكَـلــــــيلُ
ليْتَ شِعْرِي من كان يحسب هذي رحْـلة العُمْـر.. ما وراهــا قـفــولُ؟!
رَحَلـوا.. يَسْتَحِثُّهـمْ ألْـفُ شَـوْقٍ فانْتَفَى الوَصْلُ..حيْثُ حانَ الوُصولُ
حَلَّقـوا .. نحْوَ أهْلهمْ .. ألْفَ مِيـلٍ وصَلوا .. فابْتَــدَا المَدَى يَسْتَطـيـلُ
يا لَها .. يا لَهـا..تضـاريسَ مأساةٍ بقلـبي .. مَحْفـــــورِة .. لا تُـــزولُ
أنا مَهْمَا نَسِيتُ ..عُمْرِي.. سَأبْقَى مِلْءَ عَيْنِي.. تلكَ الوُجوهُ.. مُثــولُ
شُهَـداءَ المَطـارِ .. مـا لَذَّ تَـــــمْرٌ بَعْدَكُـمْ ..لا ..ولا اسْتظلَّ النخـــــيلُ
شُهَـداءَ المَطـارِ .. ليْسَتْ تَكــانَتْ وحْـدَهــا مَـنْ بُكــــاؤُهـا سَيَــطـولُ
شُهَـداءَ المَطـارِ .. مَنْ ظَـلَّ حَــيًّا يَـوْمَ مِتّـمْ .. فـــــذاكَ صَـبْرٌ جَمـيلُ
كلُّ مَنْ مَاتَ ..جُرْحُـهُ في فُؤادي لـجِــــراحـاتِ فَـقْـدِ ( نَجْدِ) مثـــيـلُ
كلُّ مَنْ لمْ يُـبــالِ بالفجْـعِ هــــــذا فهْـوَ مَـصَّاصٌ .. للـدِّمـاءِ .. أكــولُ
كـيْف لمْ تُحْـــرِزُوا دَقِيقـةَ صَمْتٍ؟ إنَّ عـــامـًا .. مِنَ الـحِدَادِ .. قـليلُ!
كـيْف نَبْكِي .. أفْـلاذنا .. تَتـلـظَّـى وإذاعــاتُـنـا : غِـــنـاءٌ .. طُـــبولُ!
شـاهَ رَأيُ المَسْئـولِ عَنْ فِعْلِ هـذا أوَ حَقًّا هـــذا المَسُــولُ مســــــولُ؟!
رحَمَاتِ الإلـهِ .. شُـدِّي قُـلـــوبـا أوْشَكَـتْ.. عَنْ مَنـاطها .. تستقـــيلُ
وامْطِـري ذلكَ الضَّريـحَ الجماعي إنَّ خَيْـرَ الكِـرام .. فيـه حلـــــولُ
وافـتحِـي .. يا جَنًّاتِ عَدْنٍ مَطارًا يَنْتَهِي فِيهِ.. بالضحايا.. الرحـــيلُ
هَيِّئِي كُـلَّ مُسْتَطـابٍ .. لرَكْـبٍ دُونك اليَـوْمَ .. لمْ يَـرُقْـهُ المـــــــقيـلُ
يا إلهِي.. إنِّي تَفَجَّـرْتُ.. شِعْـرًا فاعْفُ.. يا رَبُّ.. لا أعِي ما أقــــولُ
اعْـفُ.. يا رَبَّـنَا .. فمَهْمَـا فُجْعْنَا ما لَـدَيْـنا إلا الــرِّضــا.. والقَـبــولُ
ولنـا.. في الرَّسـول.. خيْرُ عَـزاءٍ حَسْبُنا في العَـزاءِ: مات الرسولُ
أدي ولد آدب 03/07/1994