نوافذ (نواكشوط ) ــ نظمت بلدية لكصر صباح اليوم حفلا تكريميا لحاكم مقاطعة لكصر المغادر الشيخ سيدي أحمد ولد سيداتي تخليدا لمسيرة سنتين رأى سدنة البلدية أنها كانت مثالا يحتذى في السير الإدارية .
عمدة بلدية لكصر الدكتور محمد السالك ولد عمار قال إن الحاكم المغادر كان نموذجا للإداري الناجح حيث طبعت الانسيابية والمهنية تعامله مع البلدية والعاملين فيها طيلة سنتين ختمهما برحيل قطع على السكان متعة الاستمتاع .
بدوره مفتش التعليم بمقاطعة لكصر قال إن الحاكم المغادر كان يجمع ولا يفرق ، حيث كان حريصا على أن يعمل بروح الفريق ويقضي على كل منغصات الإجماع .
الحاكم وفي كلمة جوابية قال إنه ممتن ومفتخر بهذا التكريم معتبرا أن كل أيامه في لكصر كانت أيام تكريم من خلال ما لمسه من تعاون من لدن المسؤولين بالبلدية والمقاطعة على حد سواء ، ما جعل من الصعب عليه التفريق بين عمال البلدية وعمال المقاطعة فكلهم خدوم ومتعاون ومتفان في أداء مهامه على أكمل وجه .
واختتم الحفل بهدية رمزية قدمها عمدة لكصر للحاكم هي عبارة عن عدد من الكتب القيمة عن التاريخ الموريتاني في مقدمتها مذكرات المرحوم المختار ولد داداه .
محطات من سيرة الإداري الزاهد
الشيخ سيدي أحمد ولد سيداتي إداري من طينة مغايرة لطينة كثير من زملائه ، يهوى الخلوة والتأمل وكأنه يتفكر في تصرفات إداريين يعرف منها وينكر ، لا يحب الظهور ويؤثر السلامة وذلك ما جعله يضيق صدر بضجيج العاصمة لا عجزا عن تسيير أقدم مقاطعتها وإنما حبا للبساطة التي ينزعه عرقه اليساري إليها كل مرة .
الشيخ سيدي أحمد قارئ نهم ، ومثقف من الطراز الرفيع ، وإداري من طينة جيل الرواد ، لين في غير ضعف ، وقوي في غير عنجهية ، يمسك العصا من الوسط ، ليس سائغا فيبتلع ولا مرا فيتفل ، يعجبه الإداري الكفء المعتمد على ذاته ، ويبغض الإداري الذي يتوكؤ على السياسة والنسب والمحيط ليعوض بها نقصه ، ويشد بها عضده ظانا أن من أبطأ به عمله يمكن أن يسرع به نسبه .
ولد سيداتي حاصل على دراسات عليا في علم الاجتماع قبل أن يتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة كإداري مدني ، حيث عمل قبل الإدارة في قطاعات تنموية وطنية ، وفي مجال الخبرة والدراسات ، كما عمل مستشارا لرئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بنواكشوط 2009م ، ومتعاون بجامعة نواكشوط التي درس فيها علم الاجتماع .
تخرج إداريا مدنيا ليعين مستشارا لوالي البراكنة 2012م ، ووالي مساعد في كيدي ماغة من 2013م حتى نهاية 2015م ، يوم غادرها إلى لكصر حاكما لمقاطعته التي غادرها الأسبوع الماضي بعد تعيينه حاكما لمقاطعة ولد ينج .
من أهم محطاته في لكصر حله لمشكلة ما يسمى كزرة ولد بوعماتو ، حيث تمكن من إبرام اتفاق بين مالكي الأرض وقاطنيها ، وطلب قطعا أرضية لهؤلاء المواطنين وهو ما استجابت له السلطات العليا زيادة على الاتفاق .
كما حل العديد من المشاكل المشابهة بتقدير أقل من نوع النزاعات بفضل انتهاجه سياسة الصلح والتفاهم بين المتخاصمين .
كانت القاعدة الأساسية لسيرته الإدارية هي أن الباب مفتوح للجميع لنقاش الأمور ومباشرة الفعل فيها دون إكراهات أو إملاءات ، وعلاجها دون تأجيل ، ما جعل العديد من المواطننين يشهد له بالتعاطي السلس مع المواطنين .
اليوم يغادر مقاطعة لكصر دون أن يعلم كثيرون أنه كان كثير الإلحاح في طلب التحويل على غير ما جرت به العادة في نظرائه من الإداريين فزهده علمه عشق الابتعاد عن الأضواء ، إلا أن معرفة الإداريين بمهنيته العالية جعلتهم يتمسكون به حاكما لمقاطعة ذات أهمية سياسية كبيرة هي مقاطعة ولد ينج خاصة وهي تستقبل موسما انتخابيا ستبدأ بشائره في أغشت المقبل .