نوافذ (نواكشوط ) ــ عام 1961 ظهر الرئيس التونسي لحبيب بورقيبة وهو يفطر في نهار رمضان "ظهر المحرم" ودعا الشعب إلى الإفطار.. وحتى يلبس هذا الأمر لباسا شرعيا، طلب من مفتي تونس آنذاك، فضيلة العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور أن يفتي بجواز الإفطار بدعوى زيادة الإنتاج.
ظهر المفتي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور على التلفزيون فاشرأبت إليه الأعناق، تلا الشيخ قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
ثم قال: صدق الله و كذب بورقيبة
وأفتى بن عاشور بحرمة الإفطار، وأن من يفعل ذلك، فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، وأبطل دعوى أن الصيام ينقص الإنتاج.
بهت بورقيبة، وما استطاعت الحكومة التونسية إلا أن تنسحب من الميدان، وأعلى الله فريضة الصيام في تونس.
غِبّ المحاولة الانقلابية في 16 مارس 1981، طلب الرئيس محمد خونه ولد هيداله من مفتي موريتانيا الإمام بداه ولد البصيري رحمه الله، الإفتاء بأن منفذي المحاولة محاربون فقال الإمام بداه مخاطبا هيداله: هم ليسوا محاربين، وأنتم الصنادرة مثل " اكلابْ لخلَ" كلما انفرد اثنان بواحد أكلاه، ولن أصدر أنا حكما يظل سيفا مسلطا على كل منقلب وأبوء أنا بالإثم في أبد الآبدين.
قال هيدالة للإمام: أنا آمرك بذلك
فقال الإمام بداه: أنت علاقتي بك منقطعة فأقصى ما يكمن أن تفعله هو قتلي، لكن علاقتي بالله دائمة فهو يميتني ويبعثني ويحاسبني فأنا أخاف الدائم ولا أخاف المنقطع.
رحم الشيخين
محمد الطاهر بن عاشور
وبداه ولد البصيري
كامل الود