نوافذ (نواكشوط ) ــ اتصل مدير إذاعة موريتانيا عبد الله ولد حرمة الله بسفير بلادنا في السينغال شيخن ولد النني صباح اليوم لتسوية إجراءات نقل جثمان الصحفي بإذاعة موريتانيا المرحوم محمد محمود ولد المقداد من داكار إلى نواكشوط بعدما تعذر نقله منذ وفاته في وقت متأخر أمس .
وبحسب مصادرنا فإن المدير العام زود السفير برقم أسرة المرحوم وربطه بهم حيث اتصل بهم السفير وأبلغهم بإنهاء إجراءات نقله ، حيث من المنتظر أن ينقل جثمانه غدا في الخطوط الجوية الموريتانية في رحلتها المعتادة إلى نواكشوط .
وكان المدير العام للإذاعة قد نعى ولد المقداد على صفحته على الفيس بوك أمس وكتب :
فقدت أسرة الإذاعة مساء اليوم في داكار المغفور له بإذن الله محمد محمود بن المقداد، أحد صحفييها ومنتجي الإذاعة الجهوية بأكجوجت، بعد صراع مع المرض.
بهذه المناسبة الأليمة أتقدم باسمي الشخصي وباسم كافة عمال إذاعة موريتانيا بخالص العزاء إلى الأسرة الكريمة وإلى الأهالي في نواكشوط وإينشيري، راجين من المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهمنا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كما نعى ولد حرمة الله العميد بال أمدو تيجان وشارك في تشييعه ودفنه مع عائلته صباح اليوم (الصور ) ، وكتب في نعيه :
الوالد بال آمادو تجان: صوت دفء العائلة ووقار المعلم
بال آمدو تجان، صوت ألفه الموريتانيون منذ عقود، دخل كل البيوت دون استئذان؛ ارتبط بذكريات للكثيرين ومواقف لآخرين. كان رحمه الله خلوقا محببا حكيما رزينا يحترمه الصغار ويوقره الكبار.
على صوته تربت أجيال: دخلت المدارس وتخرجت والتحقت بميادين العمل؛ وظل صوته يبث بهدوء وثقة دفء العائلة في كل البيوت الموريتانية.
ظل على مدى عقود مليئة بالعطاء، أحد أهم مرجعيات الثقافة البولارية، ليس في بلادنا فحسب بل في شبه المنطقة.
ستذكره أسرة إذاعة موريتانيا التي كانت تناديه باستحياء ب: الوالد؛ لأنه جسد حنان الأبوة لكل العاملين بالإذاعة.
عمل الفقيد بكل مناطق موريتانيا مدرسا ومسؤولا في عدة مؤسسات تربوية. طيلة مساره المهني، كان المربي والموجه لكل الموريتانيين دون استثناء.
اكتشف الموريتانيون صوته الحميمي منتصف 1968 كمقدم للنشرات الزوالية بالبولارية.
بعد استفادته من حقه في التقاعد، التحق فاتح مايو 1979 بالإذاعة إثر إذن خاص من وزير الثقافة و الإعلام آنذاك، كمسؤول عن الإنتاج الإخباري والثقافي باللغة البولارية؛ اللغة التي عشقها وامتلك ناصيتها وبات من أهم مرجعياتها وعلمائها.
ولد الفقيد في مدينة المذرذرة بولاية الترارزة 1927، وتوفي مساء السادس يونيو 2017 في نواكشوط بعد ما يناهز قرنا من العطاء والاستقامة وحب الناس.
اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وعافيه.. إنا لله وإنا إليه راجعون