نوافذ (نواكشوط ) ــ يبدو أن كل الأسلحة ستستخدم في السجال الدائر بين القيادية في حزب التكتل والصحفي حنفي ولد دهاه حيث استخدم الطرفان اللغة والحياة الشخصية وأشعار العرب ، وأصلهم السجال في آخر محطاته إلى الشهادات الجامعية وشهادات "الزور " .
"نوافذ " تابع آخر تطورات هذا السجال الذي كنا قد نشرنا سابقا بعضه ، وفي جديده كتب حنفي تدوينة افتتحها بالحديث عن الزنا والإفك قبل أن يدخل فيها إلى بيت بنت الدي وعلاقاتها الاجتماعية وجاء في التدوينة :
يروى أن العلامة الفخر الرازي ناظَرَ أحد علماء المسيحية، فطعن له المسيحي في براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من قصة "الإفك" .. فقال له الرازي: هل أرد عليك بالعقل أم بالنقل؟ فأجابه المسيحي أن رُدّ علي بالعقل،، فقال الرازي: امرأتان اتهمتا بالزنا، غير أن إحداهما ولدٌ لها ولد أما الأخرى فلم يولد لها ولد.. فأيهما أولى بأن تُثبَتَ عليها التهمة.؟.. فقال له: إذن رد علي بالنقل.. فقال له: لقد برأهما الله تبارك و تعالى في كتاب منزل، لا يزال يتلى نهايةَ الدهر.. ثم طفق يشرح له عقيدة المسلمين في ذلك.
منى بنت الدي هي محمد الامين ولد الشيخ التكتل، و ربما تحتاج لنعل شيخ باي آخر.. و قد قالت إني مخبر و عميل و جاسوس مدسوس، و طعنت في جديتي في معارضة نظام ولد عبد العزيز..
على طريقة الفخر الرازي، سأجيبكم بالعقل:
- شخص سجن تسعة أشهر، و حظرت شركات الاتصال جريدته الالكترونية بقرار من وكيل الجمهورية، و سجن جميع العاملين معه في صحيفته، و شرّد عن أسرته و أبناءه سنين عدداً، و منع من الدعم العمومي للصحافة، و لم يسبق له أن حصل على إعلان لصحيفته، و سخرت وسائل الدولة لقرصنة موقعه، و سَلّطت مواقع المخابرات عليه شائعاتها و تشويهها لسمعته، ثم تم الاعتداء عليه أمام ابنه الصغير، فلم تنتطح في الأمر شاتان.. و أضرمت النار في سيارته و منزله، وقتَ كان و أهله، و من بينهم أولاد الصغار، يغطون في نومهم، و أُقيل أخوه تعسفاً من وظيفته بعد خبر نشرته صحيفته عن ابن الرئيس.. و أشياء أخرى لا يتسع المقام لذكرها.
- و ناشطة سابقة في الحزب الجمهوري، كانت تربط في مهرجاناته، و بعد الانقلاب التحقت بالتكتل.. أختها طبيبة الأسنان عضوٌ في لجنة المسابقات بوساطة من محسن ولد الحاج، تتقاضى 800 ألف أوقية، و الأخرى زوجة مفتش مالي في صونادير، و حين همّ مديرها عيسى ولد طلحة بإقالته ورد عليه اتصال من محسن ولد الحاج يمنعه من ذلك، و شقيقها الوحيد يتزوج من ابنة أخ تكيبر بنت أحمد زوجة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.. أما هي فزوجة عسكري في ظل نظام عسكري..
فأينا بالله عليكم مظنة الاشتباه؟!
مشكلة التكتل أنه حزب مخترق، حتى لا تكاد تجد مسؤولا في نظام ولد عبد العزيز لم يؤد "الخدمة العسكرية" في حزب ولد داداه.. و مخبرو التكتل لا يجدون صعوبة في الحصول على مبتغاهم من ثقة الرجل، لما يتمتع به من طيبة و صفاء سريرة و حسن ظن بالناس.. و مخبرو التكتل ينصبون أنفسهم في العادة كلاب حراس، يبسطون أذرعهم بوصيده، مبالغين في الدفاع عنه درءً للشبهات..
فمن كان يتصور أن سيدي ولد سالم يغادر الحزب فجاءة فيتم تعيينه مديراً لحملة ولد عبد العزيز ثم وزيراً، قبل أن ينفض عن رجليه غبار مكاتب الحزب؟!
و من كان يتصور أن المناضل التكتلي إسلكو ولد إيزيد بيه يغادره دون سابق إنذار إلى رئاسة الجامعة بضغط من ولد عبد العزيز على سيدي ولد الشيخ عبد الله.. ثم يصبح أحد رجال حكم الجنرال.
و القائمة تطول..
فلا تستغربوا إذن إن دُعيتم لمؤتمر صحفي تعلن فيه بنت الدي استقالتها من الحزب، ليتم تعيينها في أول اجتماع لمجلس الوزراء.. أو لتحصل على ترخيص حزب تشارك به في "حوار شامل" آخر..
لا تستغربوا..!
لم يتأخر رد بنت الدي التي كتبت متهمة حنفي بجهل أبجديات علوم الإعلام ومنتقدة لغته "المتقعرة " ، جهل لم تسعفه فيه شهاداته التي لا وجود لها وإن استنجد بعشيرته ــ بحسب بنت الدي ــ التي قالت في تدوينتها :
من أبجديات علوم الاعلام أن يتخذ الكاتب لغة جزلة بسيطة مفهومة للجميع كي تصل رسالته للجميع.
لكن حَنفي الذي لم يدخل مدرسة للإعلام و لا معهدا لا يدرك هذه الأبجدية و إنما أقحم نفسه في الإعلام و تمترس خلف لغة قاموسية متقعرة و اتخذ لنفسه خطا بذيئا عرف به ليخيف به الناس و يقع في أعراضهم و يتهمهم في شرفهم ففقد بذلك كل مصداقية و كل تعاطف و حتى أنه فقد كل مصادر الأخبار التي يحتاجها كل صحفي عندما باع مصادره عندما اشترى إدارة دكان الوطنية و بسطها للنظام أيام عسله معه.
قال إن لي قرابات في الادارة و إن زوجي عسكري و هو في الحقيقة ليس عسكريا بسيطا و إنما طبيب جراح و ضابط برتبة عقيد يعتبر من أقدم العقداء الآن في قيادة الأركان و لا شأن له بالسياسة و لولا معارضتي لكان جنرالا و لما همش و لكان قائدا لأكبر الإدارات.
و من من المعارضة ليس له أقارب في الإدارة و النظام و هل تعداده لقراباتي العاملة يعد عملا استخباراتيا هو الآخر لتصفيتهم من عملهم.
سأعينه بشيء آخر فأنا نفسي موظفة حكومية أعمل في التلفزيون الوطني منذ أزيد من عشرين سنة و لولا موقفي لكنت مديرة هذا المرفق الحيوي الهام.
ومع كل هذا فأنا معارضة شرسة يحترمني خصومي قبل رفاقي لأنني لا أباع و لا أشترى و لا أطعن في الظهر و لو كنت مكان هذا الرجل لما ساببت و لا خاصمت لأن فضائحه منشورة و يدركها الجميع و لولا طرد أهل وداداي له من قناتهم لما عارض و لما نبس ببنت شفة لأحد.
غاظ حَنفي أن حزبي و الرأي العام انتصروا لي في معركتي معه و هو لم يجد منتصرا غير بعض الأقارب الذين احتمو له احتماء ضره أكثر مما نفعه فظهر أن نصرته رجعية عصبية و ظهر أن نصرتي حزبية تقدمية و وطنية جامعة. و ظهر على حقيقته البذيئة لمن لم يكن على اطلاع على عوراته التي كان أولى بها الستر و الاختفاء. أعرف أنه مخلوق من البذاءة و السوء و الأولى بي الترفع عنه لكنني أحببت فقط أن أحطم صنمه البذيء ليعرف أن الناس لا تخشاه و لا تخافه و أن إساءاته أصبحت سلعة بائرة بوار موقعه الذي أصبح يشتري له القرّاء من كل حدب و صوب.
حديث الشهادات استثار حنفي فكتب مادحا نفسه :
في يوم أحد، يومَ كانت هند بنت عتبة تحض قريشا على الحرب بعد أن ولّوا الأدبار.. و يومَ سقط اللواء على الأرض فلم يجد من يحمله غير عمرة بنت علقمة الحارثية، عرض النبي صلى الله عليه وسلم سيفه على فرسان المسلمين قائلا: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟!" فقال له أبو دجانة (سماك ابن خرشة)؛ و ما حقه يا رسول الله.. فقال عليه السلام: أن تضرب به العدو حتى ينحني.. فقال: أنا آخذه بحقه.. ثم حمله و جعل يختال في مشيته، فقال عليه السلام: إنها لمشية يبغضها الله و رسوله إلا في مثل هذا الموطن..
و لهذا أعتقد أنه يباح لي أن أختال قليلاً..
قالت إنني لا أملك شهادة.. و الأمر صحيح، و هي تملك شهادات ليس أوسطها "شهادة الزور".. أما شهادة المترير في الإعلام فهي قصيدة عمرو ابن كلثوم، التي ألهت عن كل مكرمة.. كأنه لم يحصل بشر على شهادة قبلها:
فأشهدكم و الله يعلم أنني // إلى الله من تلك الشهادة تائب
لعله يباح لي أن اختال في مثل هذا الموطن، حيث شهد لي أستاذي اباه حفظه الله غيرَما مرة بأنني "كاتب كبير"، و قد قالها مرة في مجلس بدكار فاتصل بي الإمام عبد الله ولد محمد حرمه ليثلج بها صدري، و هي بشارة ما أودّ لو أن لي بها حمر النعم..
و قال لي صديقي الشاعر و الصحفي البارز المختار السالم إن الشيخ الددو أشاد له كثيراً بكتابتي، و هو بشرى ساقها لي غير واحد..
و مرة قال لي أحد طلاب محظرة النباغية إنهم سألوا جمال ولد الحسن رحمه الله عن أفضل من يكتب باللغة العربية فقال لهم إنه كاتب هذه السطور..
و هكذا أيضا سأل رفيقي الشريف ولد الشيخ مرةً يحي ولد البراء نفس السؤال، و كنت حاضراً، فأجابه: ألّا حنفي.. و لا أعتقد أنه كان يجاملني..
و قرأ منصف مرزوقي مقالة لي في القلم بعنوان "حديث المرشحين"، فقال لي: ما قرأت في حياتي أحسن من هذا الأسلوب.. و أنا لا أجامل.. كما كتب مرة (و الرابط موجود على الانترنت) أنني من أفضل الصحفيين الشباب في العالم العربي.
و حدثني أخي و صديقي محمودي أن حبيب ولد محفوظ كان يقرأ مقالا كتبته في القلم بعنوان "الببغاء المثقف"، فقال له هند بنت عيينه: حبيب ذ التگرَ شنهو؟. العربية؟.. فقال لها: يمّ عندِ عنو گاع القرءان.!.. هههههه، الله يتغمده برحمته.
و احتفظ في رسائل الفايس بوك برسالة لهذه المتقولة تشيد فيها بأسلوب مبالغ فيه بنضالي و كتاباتي، يمكنني أن أنشر منها صورة.
فإن أتى من يذم كتاباتي بعد هؤلاء فهو كرّ البغال بعد الجياد:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي // فلا زال غضباناً عليّ لئامها
لست مادح نفسه، و لكنها "مشية يبغضها الله و رسوله إلا في مثل هذا الموطن" و "التكبر على المتكبرين عبادة"..