قاض موريتاني يكتب :تَعْلِيقا عَلَى القول بزواج الجنيات..

جمعة, 02/06/2017 - 10:03

نوافذ (نواكشوط ) ــ القول بجواز زواج الإنسي من الجنية قديم في الفقه الإسلامي، وهو من الفقه الافتراضي الذي يمثل نسبة معتبرة من الفقه الإسلامي، وحديث العلماء عن المسألة مستفيض قديما وحديثا، ولهم كلام على عموم اتصال الجن بالإنس جنسيا، والعكس، وتكلم عليه بعض المفسرين عند تفسير بعض الآيات، ومنها قول الله تعالى: "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان"(أنظر تفسير ابن كثير عندها)، وممن له كلام في المسألة شيخ الإسلام بن تيمية، ومنه فتوى في مجموع الفتاوي قال فيها: "‎ وقد يتناكح الإنس والجن ويُولد بينهما ولد وهذا كثير معروف"، ومنه كلام آخر في مجموع الفتاوي أيضا حول معنى استمتاع الإنس بالجن الوارد في قول الله تعالى: "ربنا استمتع بَعضُنَا ببعض"، وفيه: "..وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس من الرجال الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال، وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم.." (أنظر: أخبار الجن والشياطين لشيخ الإسلام ابن تيمية/ أحمد مصطفى قاسم الطهطاوي/ طبعة دار الفضيلة 2009/ صفحة 68) بيدي نسخة منه..

وعموما ينبهنا طرح مثل هذه المواضيع إلى ضرورة مراجعة الفقه الافتراضي، فمع أهميته الكبيرة ودوره الاستشرافي التوقعي، فإنه أثقلَ الفقهَ بأشياء كثيرة بعيدة عن واقع الناس، على أنه يحسن بأهل زماننا قبول جوانب من الفقه الافتراضي قبولهم بالخيال العلمي، فبينهما أوجه شبه عديدة..