نوافذ (نواكشوط ) ــ أحدهم لا أدري حتى الساعة من هو ، قدم، سامحه الله، اسمي بأنني ناصري كبير، لمخابرات هيداله التي كانت مكلفة باستئصال الناصريين ،،
وما كنت قط ناصريا حركيا لكن الناصريين استحسنوا قصيدتي التي نظمتها بمناسبة توقيع اتفاق كامب ديفيد ولحنوها واضافوني اليهم..
لذا سألني المحقق المفوض جوب في اول جلسة، عن القصيدة وقرأ المفتش المرافق له أبياتا منها.
قلت لهم وانا لا اعرف سبب اعتقالي : لست ناصريا منتظما لكنني معجب بعبد الناصر..
قضيت ليلتين في العنبر رقم 1 ورايت وانا في طريقي للوضوء شخصيات كبيرة بينها باب مسكه والرشيد والشيخ بكاي وولد احميتي وولد عبدي وآخرون.
ثم كان ان أخرجوني من العنبر ونقلوني الى قاعة عند مركز حراسة البوابة مع تلاميذ إعدادية تيارت: بدر، ولد منصور، الشيباني، وولد بنبه وآخرون..
عندهم سمعت قصص التعذيب وقصة الناصريين وحولنا السجن الجماعي الى أصدقاء ..
وفرض الشبان علي أن أتعلم لعبة الورق "بلوت"، وفرضت عليهم صلاة الجماعة وفشلت في إدخال أي منهم لطريقتنا فقد كان بعضهم من أشد المنكرين عليها..
وهم احرار في كل ذلك..
وقضيت مع شباب الإعدادية شهرا كاملا تخللته تحقيقات مع المفوض دداهي حول الناصرية والناصريين ؛ وهي امور لم أكن اعرف عنها اي شيء..
سرعان ما اكتشف المحققون بعد مقارنات وتحقيقات، بأن العبد لله لم يكن ناصريا حركيا لذا جمعوه مع تلاميذ الإعدادية في قاعة واسعة ، وخصصوا عنابر مدرسة الشرطة لزعماء الحركة الذين حولوا بعد ذلك الى الهندسة العسكرية حتى الانقلاب على العقيد هيداله حيث أصبحوا أواخر عام 1984 من طلقاء الرئيس معاوية.
استدعاني الرائد جدو ولد حكي مدير الأمن ضحى يوم من تلك الأيام الهيدلية الكالحة فقدم الي اعتذارا سريعا وأخبرني بإطلاق سراحي وكلف احد مساعديه بإيصالي إلى المنزل.
وانتهت بهذا مرحلة من مراحل هذه الحياة ، كانت رغم مرارتها، تجربة مهمة .
لم اجد من ناصريتي سوى هذا السجن فقد تحكمت الحركة لاحقا في نظام معاوية ولَم يشفع لي ذلك الانتساب المشاع ..
عدت لقاعة التحرير بعد التحرير، فهنأني الزملاء بالتحرير ..
استمرت الوكالة الحكومية بعد ذلك في إيواء الصراعات والوشايات ، كانت ولعلها ما تزال، بحر ظلمات فيه "حوت يبلع حوت".
سجنني وشاة الوكالة عام 1983 ثم عزلوني بعد ذلك بوشاية للرئيس عزيز عام 2009،، ولهم وللرئيس عزيز الشكر، فقد أخرجني ذلك العزل من وكر الوشاية والنميمة ومن وكر التحامل على الكفاءة المهنية..
شكرا للرئيس عزيز..
الصحفي العميد عبد الله السيد