نوافذ (نواكشوط ) ــ عين العسكر الصحافي البارز المرحوم سيدي ولد الخ ولد الشيخ مديرا عاما للوكالة الموريتانية للصحافة فوجدني أمامه مسؤولا عن قسم الأخبار ..كنت لا اعرف الا تحرير الخبر لحداثة السن ولضعف المستوى ولطبيعة الوكالة ؛؛كل هذا يفرض علي التركيز على الخبر دون الأجناس الاخرى ؛لكن ما ادراك ما الخبر ؟!! انه سيد الأجناس الصحافية بلا منازع بل هو مادة الصحافة الاولى فمن أتقنه كان لما سواه اتقن..
فوجئت في احد ايام اغسطس 1979 بالمدير العام وهو يستدعيني لمرافقته الى الأمانة الدائمة للجنة العسكرية للخلاص الوطني ..كان المقدم احمد سالم ولد سيدي رحمه الله وجعل الجنة مثواه، قد عاد للتو من التوقيع على اتفاقية السلام مع البوليساريو وهي اتفاقية مربكة لم ترق بالطبع للمغاربة..وكانت الوكالة المسكينة هي سيارة المطافيء التي يستدعيها العسكر للمنافحة وللفحيح..
قال لنا :نحن وقعنا اتفاقية مع البوليساريو أكدنا فيها ما يلي:
اولا:تعلن الجمهورية الإسلامية الموريتانية رسميا انه ليس لديها ولن تكون لها مطالب ترابية او غيرها في الصحراء الغربية .
ثانيا : تقرر الجمهورية الإسلامية الموريتانية الخروج نهائيا من حرب الصحراء الغربية غير العادلة وفقا للإجراءات المحـددة في الاتفاق مع ممثل الشعب الصحراوي جبهة البوليساريو .
وأضاف:هذا قرار خطير وعلى الوكالة ان ترد عنا بجميع ما لديها..
عدت مع المدير العام فأمرني ان اكتب اول افتتاحية في هذه الحملة التي تواصلت اياما..فأصابني ارتباك شديد فهذه اول افتتاحية اكتبها واوامر المدير لا يمكن رفضها ..ورفضي للكتابة ضعف ولست ممن يقبل الضعف..
ثم كان ان استجمعت امري فأخدت ورقات وقلما كان يومها درورا وحررت افتتاحية بعنوان "نريد السلم والسلم خير "..عرضت بعد استحسانها من طرف المدير العام، على المقدم احمد سالم فاستحسنها هو الاخر ونشرت على التلكس وترجمها الزميل سيدي ولد اخليفه بفرنسية راقية، فكنت اقرؤها بابتهاج على الشريط..لكنني ابتهجت اكثر عندما سمعت المرحوم الشيخ ولد الخليل يقرؤها في الإذاعة بصوته العذب وعندما رأيتها صبيحة اليوم الموالي منشورة في الصفحة الاولى لجريدة "الشعب".
نشرت باسم الوكالة ولا احد يعرف من كتبها لكنني أحسست ذلك اليوم بسعادة كبيرة..
من صفحة الأستاذ عبد الله السيد