نوافذ (نواكشوط ) ــ ساير الوزير الفتاة العشرينية من أمام محل صاحبه بائع اللحم و اللبن إلى حيث تسكن أسرتها في الجهة المُقابلة لمحل صاحبه من شارع عزيز و عن اسمها استفسرها فأخبرته أن اسمها البتول و بعد إلحاحه عليها في إعطاءه رقم هاتفه اعطته رقمها لتبدأ فصول جديدة من حياة غرام بين الإثنين كل منها يعلب فيها على مشاعر وأحاسيس الآخر مستخدما في جعبته من أساليب المراوغة و اللف و الدوران .
في عشية اليوم الموالى جلب الوزير لمحبوبته هاتفا ذكيا كهدية جمال دون أن يتعهدلها بها أو تطلبه منه , وعندما فاجئها بها شكرته و ثمنت الهدية و اقتصر اللقاء يومها على لقاء عابر وقصير في سيارته رباعية الدّفع المُكيفة تكييفا جدا وهو ما ارتاحت له المحبوبة البتول نظرا للجو الساخن , الوزير اغتنم الفرصة لسؤال الفتاة البتول عن ماضيها و طبيعة حياتها السابقة في ليبيا و عن أفراد اسرتها ليخبرها هو في المقابل ـ دون سؤال منها ـ أنها رجل اعمال ثري يدير شركة للعقارات ـ كنوع من التعمية ـ وقد وعدها بمواصلة التنسيق عن طريق الهاتف و دسَّ في جيب حقيبتها كومة من النقود من فئة 5 آلاف حاولت الفتاة أن تعتذر له عن ذلك وبدى على محياها حياء مُفتعل .
في زوال اليوم الموالي ـ وكان يوم جمعة ـ هاتف الوزير محبوبته البتول ومعها ناقش كل الموضوعات محاولا أن يكسر الحاجز النفسي بينهما وهو ما نجح فيه نسبيا حيث جعلها تنساب وراءه في النقاش دون كبير تحفظ و في المساء التقيا عند محل صاحبه لتعميق التنسيق وفي هذه المرة اصطحبت معها اختها الصغرى لإضفاء نوع من الحشمة على اللقاء ولم يزد اللقاء بينهما على شُرب الشاي على عجل و أكل دجاجة مشوية على الفحم وحديث عابر طابعه العام السطحية .
وفي عصر اليوم المُقبل اتصل عليها طالبا منها إخبار امها بموضوع لقاءهما و رغبته في الزواج منها و طلب منها ايضا ترتيب لقاء بينه و والدتها لتعميق النقاش حول موضوع خطبتها وقد تمَّ له ما أراد فقد حدثت الفتاة البتول امها بتفاصيل ماجرى وقد حدثتها عن سخاءه معها وعفته في التعاطى معها حيث لم يبدر لها منه إلا الإحترام و الإلتزام .
بعد صلاة المغرب قدم الوزير في أنقى حُلله و فاخم ثيابه مستقِلا سيارته رُباعية الدَفع وقد وجد الجو ملائما و الأسرة على اتم الإستعداد للقاءه , عرّف الوالدة عليه ناسبا نفسه لأسرته الحقيقة و لقبيلته , لكن في ثنايا الكلام حاول أن يفهمها أن هدفه من خطبة بنتها هو محاولة مساعدتهم كأسرة انقلب عليها الدهر حيث فارقت حالا كانت فيه في نعيم ـ كما اخبرته البتول ـ إلى حال غير مُريح في كزرة المصفرين من ليبيا على شارع عزيز وأن ما شدُّه إلي الفتاة البتول إلتزامها وحرصها على عدم مخالطة الأجانب ـ بخلاف عادة البنات في سنِّها .
والدة الفتاة بدت ممن يُجيدُ الإستماع جيدا دون أن يفهم مخاطبها هل تقبل طرحه أم لا وهو ما اثار الشكوك في نفس معالي الوزير ـ المُضطرب و المتردد ـ لكن جهلها بالبلاد و بقبائله نتيجة كونها من مواليد النيجر أواخر ستينيات القرن الماضي جعله يرتاح قليلا وعن نفسه يطرد هواجس التعرف عليه بسرعة .
والدة الفتاة البتول تدعى تربة وقد اسحنت وفادته و وعدته خيرا , خصوصا وأن اندفاع الفتاة البتول إليه و تعلُّقها به جعل الأم تربة تغّضُّ الطرف عن الكثير و تُبدى استعدادها لترتيب موضوع زواجها في اقرب وقت ممكن ....
السبق الإخباري