نوافذ (نواكشوط ) ــ أُكدت في وقت متأخر من ليل البارحة نبأ وفاة المحامي الموريتاني الدكتور الشيخ ولد حرمة الله متأثرا بجروحه التي أصيب بها أمس في حادث غامض .
وكانت الأنباء قد تضاربت بشأن الوفاة قبل ساعات من تأكيدها ما دفع الفنان السوري فريد حسن إلى الكتابة عنها حيث كتب في تدوينة على الفيس بوك ما نصه :
الخبر او الإخبار او الإعلام كلمات تدور في فلك واحد هو وصول نبإ ما الى الناس بوسائل معينة تقليدية او الكترونية – مباشرة او بشكل غير مباشر :
الذي يهمني في الامر هو موضوع احرجت منه غاية الاحراج :
وسيلتان اعلاميتان ترسلان لي رسائل الكترونية على جهاز هاتفي – خبرا مفاده وفاة الدكتور الشيخ ولد حرمة الله اثر طلق ناري –
فتحت الفي سبوك فوجدت الخبر في اكثر من موقع الكتروني يؤكد الخبر –
ولكوني صديقا لمدير الاذاعة ومحبا له والكنية او اللقب واحد للمغدور وللسيد المدير - اردت ان اعرف ما اذا كانت هناك صلة قرابة تربط بينهما – وعرفت عن طريق احد الاصدقاء انهما ابناء عمومة –
قلت اذا علي بالقيام بواجب التعزية والمواساة – وفعلا ارسلت له على الواتس آب رسالة تعزية ومواساة – وبينما انا اتصفح الفيس بوك لمعرفة المزيد عن هذا الخبر من ملابسات – اذ بي ارى العجائب فهذا ينكر الخبر وذاك يقول ان المغدور في غرفة الانعاش وأخر يقول ان ميت سريريا – وذاك يحدد توقيتات منذ صلاة الصبح وآخر في الصباح وغيره ظهرا وغير وغيره – اما عن سبب الوفاة فهذا يقول اغتيل في الركعة الثانية وحدد الركعة الثانية من صلاة الفجر وغيره عند ذهابه او عودته من صلاة الصبح – وهذا يقول اطلق النار برجله وآخر .....الخ بينما ينتقل آخر الى انه مريض بالسكري وقد سقط بسبب غيبوبة سكري –
اتسائل من اين جاء كل واحد من هؤلاء بالخبر - علما ان جميعهم داخل العاصمة نواكشوط وكلهم لا مصلحة لهم في وفاة المغدور وليس لهم ممولين لهم خط سياسي معروف او دولة عندها وسيلة اعلامية ومعروف اتجاهها وارتباطها : فكرت مليا بكثير من الامور :
اولا : بموقفي من الرجل صديقي اعزيه والرجل مازال في الانعاش – فعلا موقف لا احسد عليه ؟
ثانيا : انا لن اثق بأي خبر على الفيس ثانية قبل مرور ساعات طويلة على أي خبر ؟
ثالثا : تذكرت ماكنت اسمع من أخبار وانا في حلب - بل امر من جانب مكان تقول فيه وسائل الاعلام ان فيه كذا وكذا وانا بجانبه ولايوجد شيء مما يقال عنه – فقلت في نفسي اذا كان الاشخاص الذين لاعلاقة لهم بقضية ينسجون قصصا جزء منها من الواقع , والباقي من بنات افكارهم او من خيالاتهم – فما على وسائل الاعلام المدفوعة او المدفوع لها او الموجهة فما عليها من لوم او عتب ؟
عندما كنت في نواكشوط سمعت عن مرض فناننا الكبير سيداتي وسمعت انباء متضاربة عن صحته فقلت ليس هناك مشكلة اذهب للاطمئنان عليه فأعرف مدى صحة الخبر – وذهبت واطماننت عليه من ولده سدوم اطال الله في اعماركم وعمر والده – عندها ذهبت الى مقر اقامتي وكتبت وانا واثق مما اكتب اطمئن الناس عن صحة الفنان الكبير اطال الله في عمره –
رابعا الى من يكتبون بلا مسؤولية ويحددون وبدقة الاحداث – ضعوا انفسكم مكان من حلت بهم المصيبة – فهل تريدون من غيركم ان يتحدث في مصائبكم شمالا وجنوبا شرقا وغربا – لا والله لا ترضون - اذا لاترضوا لغيركم مالا ترضونه لانفسكم ؟
واخيرا ابعد الله هذه الشرور الطارئة على موريتانيا : القتل بالدهس امس والقتل بالرصاص اليوم – وانا الذي كنت اقول عن موريتانيا عشت فيها ست سنوات ولم اسمع بحادثة قتل واحدة – فيرد علي قائل انه لم يكن هناك وسائل اعلام متطورة حينها –
اذكر اخي القائل بهذه المقولة لا يا اخي لقد كان السلام الموريتاني اكبر وسيلة اعلام فهو بعد السلام عليكم يسأل عما طرأ ليذكر الآخر بما طرأ من اخبار ثم يحدد له الخيام والسحاب والاذاعة ....الخ ثم انه كانت هناك طرق اخرى بسيطة لنشر الخبر فقد كان هناك برنامج مساء كل ليلة يرسل الناس رسائل الى ذويهم يخبرونهم بما لديهم من اخبار حتى البسيطة منها – حتى ان برنامج طلبات المستمعين كان يقوم بجزء من العملية ؟
لقد كان للاقنية الفضائية ووسائل الاتصال فوائد لاننكرها لكن كان لها سلبيات نراها كل يوم بام اعيننا – للانسان العادي اقول تحقق جيدا من صحة ما تكتب فهو يمثلك يعبر عن شخصك الكريم – ولكل الناس اقول حتى تصلوا الى الخبر الصح نوعوا مصادر خبركم مع معرفة اتجاه كل قناة اخبارية او شخص جاء بخبر ان تعرفوا ميوله واتجاهه ومدى صدقه اصلا – وفي عصر اصبح الاعلام هو كل شيء- فهو يجعل من الاصفار مليونا باضافة الواحد يسارها – ومن المليون صفرا باخفاء الواحد من يسارها -
الساعة عندي الآن العاشرة وسبع وثلاثين مساء بتوقيت بروكسل أي التاسعة وسبع وثلاثين - وقبل قليل جاءني توضيح من صديقي الاعلامي زايد محمد يقول ان الدكتور مازال يرقد في المشفى لكن حالته حرجة – وعن السبب قال انه كان يصلي وسقط المسدس المرخص الذي يحمله مما أدى الى انطلاق الرصاصة ( وهذا يحصل في حالة يكون المسدس مهيئا دون ان يقفل حيث تنطلق الرصاصة مع أي خطأ ) وهذا الذي بين قوسين هو رأيي كخبير في السلاح –
ختاما ادعو للاخ الدكتور حرمة الله الشفاء ولموريتانيا العودة الى مسالمتها وامانها وتسامحها والسير في طريق الحضارة والتقدم والاستفادة من خيرات موريتانيا الوافرة ؟