نوافذ (نواكشوط ) ــ ربما كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز يرغب في أن يكون انضمام الفنانة المعلومة بنت الميداح للحزب الحاكم بمثابة انضمامها لحزب التكتل ، وأن تجعل من هذا الحزب أغنية تتردد على أفواه كل عشاق الأغنية النضالية ، وتجعل من رئيسه القائد الخالد الذي سيرحل ويبقى مجده من بعده محفوظا في التراث الشعبي ، تماما كما فعلت برئيس حزب التكتل .
قد يكون الرئيس عزيز قد استطاع أن يحرق مراكب الشيخة والفنانة المعلومة وأن ينقص من نصاعة تاريخها النضالي ويدنسه بشوائب الموالاة لكنه لم يستطع أن يطوع حنجرتها له ولحزبه كما فعل بها التكتل وزعيمه ذات يوم ولا يستبعد أن يكون ذلك من دواعي غضبه .
وإذا كان الشعر حين يدخل في باب الخير يلين ــ كما يقول ابن قتيبة ـ فإن الفن أيضا حين يدخل في باب الولاء يلين لكن الفنانة المعلومة التي استطاعت أن تطوع نفسها لعزيز وتترك الجواد وحيدا ، لم تستطع في ما يبدو أن تطوع فنها ونزعها عرق الحنين إلى الماضي فعادت لتنشد ضد إرادة الرئيس أغنية لا ينقص من جمالها إلا أن صاحبها سبق وأن مدح إن نقل صفق لمن يغضبه اليوم بأغنيته الجديدة .
هذا إذن هو ما كان يريده الرئيس عزيز من الفنانة المعلومة ، أما ما أغضبه عليها فقد يكون مجاهرتها بالتصريح بأنها صوتت ضد التعديلات الدستورية فور إعلان النتائج ثم ما تبع ذلك من إنشادها الأغاني التي تجعل تاريخ الشيوخ المغاضبين من ذهب وهو نفس التصويت الذي لم يبتعد الرئيس من تصنيفه في باب الخيانة .
فعلت المعلومة فعلتها وأنشدت وفي إنشادها بدا الحنين للماضي الذي لن يعود ، حنين يبدو ظاهرا حتى في الكلمات وفي الروي الذي يذكرنا بأغنيتها للتكتل "حزب العدالة والحرية " ، ويذكرنا بزعيمه الذي كان تاريخه من ذهب قبل أن يكون تاريخ الشيوخ من ذهب ــ كما تقول المعلومة ــ .
وكائنا ما تكون النتائج فإنه كان من الأولى بالمعلومة قد كل خطواتها هذه أن تنصت للمثل الشعبي الذي يقول إن "الدرجة إنهرب بيها " .
يمكنكم الاستماع لأغنية المعلومة التي أغضبت الرئيس في الفيديو المرفق