نوافذ (نواكشوط ) ــ في سنة 2013 توصلت الآنسة "توتو بنت الشيخاني" احدى قريبات ومقربات الرئيس "عزيز" الى فكرة عبقرية لامتصاص الهيجان الشعبي الذي يحاول محاكاة الربيع العربي واستيراده الى موريتانيا؛ كانت تعلم ان الشباب سيكون وقود اي حراك شعبي فتفتقت عبقريتها عن فتح جسر للتواصل بين الشباب الموريتاني ورئيس البلاد.. سرعان ما اقتنع هذا الاخير واعطى امر التنفيذ.. اعلنت الحكومة عن لقاء الشباب فتدافع عشرات الآلاف لتسجيل اسمائهم وبياناتهم (استفادت اجهزة الامن من هذا الاجراء حيث اصبحت لديها قاعدة بيانات ضخمة عن هذه الاعداد الضخمة من الشباب بالاسماء والصور والعناوين والتخصصات والاهتمامات..)..
التقى الرئيس مع هؤلاء الشباب في نفس الوقت الذي كانت بطلة الحدث "توتو بنت الشيخاني" متوارية عن الانظار تدير الامور من خلف الستارة.. كانت لديها ايضا مهمة اخرى؛ فالشباب تم تقسيمه الى تصنيفين: الشباب المثقف من الاحياء الشعبية ويحاوره الرئيس شخصيا على الهواء مباشرة؛ ثم الشباب من فئة VIP وتكفلت هي به؛ كان من ضمنه الاخ عبد الفتاح ولد حبيب، والسيدة امو كان، والآنسة نبيلة بنت الشيخ محمد الحسين والسيدة "منت الكتاب" وممثلون آخرون ادمجهم الجنرالات وبعض كبار المسؤولين..
تم إنشاء المجلس الاعلى للشباب، ولم يكن مطابقا حرفيا لما أرادته الآنسة "توتو" له بفعل تدخلات الجنرالات والمسؤولين السامين، لكنه يبقى تطبيقا لا بأس به مقارنة مع الحال قبله..
سنترك المجلس وتوتو جانبا لنركز على هذه "البطلة" التي اصبحت بين لحظة واخرى مناضلة عظيمة في نظر "وديعة" ومدوني امبطاص؛؛ بفضل جهود الآنسة "توتو" استقبل رئيس الجمهورية السيدة "أمو كان" في القصر الرئاسي واقتنع بفكرتها عن "تدجين" الشباب وطلب منها صياغة تقرير متكامل بالفكرة.. اعتكفت ااسيدة "امو" في بيتها لمدة اسبوع تقريبا لا تخرج من غرفتها الا للضرورة القصوى حتى اكملت التقرير وحررته بعناية فائقة ووضعت فيه كل ااشروط اللازمة لضمان ولاء ااشباب لفخامة الرئيس ثم جلست تنتظر لقاء الرئيس.. لم يطل بها الانتظار كثيرا حتى كانت تجلس في مواجهة الرئيس في مكتبه بالقصر.. استلم منها التقرير وقرأه بعناية واعجب به ثم شيعها الى الباب وهو يثني على كفاءتها ووطنيتها وهي تثني على جهوده في خدمة البلاد وعلى وطنيته التي دفعته لتسوية الارث الانساني ونشره للعدالة الاجتماعية مؤكدة انها في مقام ابنته ولن تدخر جهدا في مساعدته على تحقيق برنامجه الانتخابي ثم خرجت وهي تعتقد ان مرسوم تعيينها سيصدر مساء نفس اليوم!
سلم الرئيس التقرير لاعضاء مكتبه وهو لا يخفي إعجابه به؛ وقد تمت صياغة المرسوم الذي أنشأ المجلس الاعلى للشباب بالاعتماد عليه (حين تنظر الى التقرير والمرسوم ستجد تطابقا بنسبة 70%).. تم تشكيل المجلس لكن من دون السيدة "امو" التي كانت تطمح لما هو أهم بكثير.. طال انتظارها فحاولت لقاء الرئيس لكنها لم تفلح فانتقلت الاتصالات الى الوزير الاول؛ عرض هذا الاخير عددا من المناصب عليها لكنها جميعا كانت دون مستوى طموحاتها (او بالاحرى اطماعها): ملحقة بالرئاسة مثل جعفر؟ كلا، مستشارة بالوزارة الاولى مثل فاطمة؟ كلا، مديرة مساعدة مثل عبد الفتاح؟ كلا!!! بعد ذلك دخلت في دائرة المواعيد العرقوبية ودوامة الوعود الجهنمية.. طال انتظارها كثيرا وتسلل اليأس الى نفسها، ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بتعيين زميلتها "منت الكتاب" مفوضة للامن الغذائي اي وزيرة في الحكومة.. لا شك انها سقطت مغشيا عليها من هول الصدمة،، بعد اسابيع من التفكير قررت العودة الى المشهد، وهذه المرة ليس من بوابة القصر الرئاسي او الوزراة الاولى، بل من ساحة كرفور مدريد.. اجرت عددا من الاتصالات برفاق الامس الذي قتلتهم بالتمني والامل في حال تعيينها، فلم يمتنعوا، وبدأت الاعدادت لعملية تحويلها من "لحلاحة" وفق تصنيف مدوني ومعارضة امبطاص الى مناضلة عظيمة وناشطة محترمة؛ كل ذلك لم يستغرق سوى يومين او ثلاثة.. وبعد فترة دعاية وشحن وتعبئة كافية قادت كتيبتها الى كرفور مدريد؛ وبما أنها كانت تعلم ان "توبتها" لن تصح الا اذا تعرضت للمضايقة او الضرب او الاعتقال حتى، فإنها سربت لاجهزة الامن معلومات عن نيتها ومجموعتها استخدام العنف والاخلال بالنظام العام خلال مسيرتها (كانت طريقة التسريب بسيطة فخلال الاجتماعات التمهيدية بمجموعتها كانت تؤكد بأن عليهم ان يواجهوا الشرطة ولا يستسلموا لها، والمعروف انه ما من مجموعة ولا حزب ولا منظمة الا وفيه مخبر او اكثر للامن).. حاولت الشرطة عدم الاحتكاك بالمسيرة وبالتالي تجنب الشرك، فتفطنت ااسيدة "امو" للامر فتقدمت المجموعة في استفزاز الشرطة التي كانت تضبط الاعصاب بالكامل في بداية الامر؛ وسرعان ما تطورت الاحداث وبدأت الاشتباكات بين الجانبين وتعرض النظام العام للتهديد في تلك المنطقة فصدرت الاوامر للشرطة بتطبيق القانون،، وكان ما كان من كل ما ارادته السيدة "امو كان": تم اعتقالها فاصبحت الآن بطلة ومناضلة بعد ان كانت لحلاحة وصفاقة ومنافقة لا تطمح سوى لمنصب رفيع!! وبعد ان يتم اطلاق سراحها ستتصل بها - على الارجح - احدى السفارات الغربية لتمنحها اللجوء السياسي فتغادر الى هناك حيث ستبدأ في القاء المحاضرات حول عنصرية البيظان واضطهاد الزنوج.....
هذه هي قصة "امو كان" اضعها بين ايدي الرأي العام منعا لخداعه وتضليله من طرف مدوني "امبطاص"!!
في الصورة ااسيدة "امو كان" امام القصر الرئاسي رفقة اعضاء المجلس الاعلى للشباب!!
فيا سبحان الله الذي يحول منافقة وصفاقة الى بطلة ومناضلة!!!
من صفحة سيدي أحمد ولد التباخ