فقط للعبرة والمستقبل :
كل الأزمات التي مررنا بها مع جيراننا تؤكد أننا بحاجة إلى :
- تطوير منظومتنا التعليمية وتقويتها وخلق بنية تحتية قادرة على استيعابها، واكتتاب طواقم بشرية لتسييرها تدريسا وإدارة، ولو أننا قمنا بإحصاء العباقرة الموريتانيين، في مختلف التخصصات، الذين يدرّسون في الجامعات العالمية واتفقنا معهم على تخصيص ساعات شهرية في مؤسساتنا التعليمية العليا لأمكننا الاستغناء عن جامعات الدول المجاورة وغيرها.
- العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي وخاصة منه تلك المواد المستهلكة يوميا، فدولة تتغذى من خارج حدودها محكوم عليها بالتبعية والانقياد والرضوخ.
- تطوير نظامنا الصحي بصدق وليس بالخطابات والضجيج بحيث نتوقف عن الاعتماد على كفاءات دول الجوار وعن مستشفياتها وأطبائها وأجهزتها .. وأعتقد أنه اذا لم يتحقق ذلك فلا معنى للمنافسة والندية ....
- تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الظلم عن المواطن وإلا فإن ولاءه للوطن سيظل ناقصا نظرا لتماهي الوطن والحاكم في مثل هذا النوع من الحالات .. والوطنية مرهونة بمدى رضى الانسان عن الوطن نفسه والوطن هنا يتجسد في من يسيره ويحكمه.
أعتقد أن القوة العسكرية إن لم تكن مدعومة باستقلال اقتصادي وخدماتي فهي أكثر ضررا على صاحبها من الخصم الموجة إليه.. وكلنا نعلم أن روسيا التي ورثت القوة العسكرية السوفيتية لم تكن ضعيفة عسكريا ولكنها كانت تابعة اقتصاديا للغرب في فترة معروفة وظلت كذلك حتى سنوات قريبة عندما انتعشت بفعل سياسة بلشفيييها الجدد.
إن تحقيق ما ذكرت أعلاه لا يعني أنني اريد الانغلاق على الذات وعدم التعاون والتعاطي مع الجوار، ولكنني فقط أريد لموريتانيا أن تمتلك السلاح الحقيقي في حروب هذا العصر .. وهو سلاح اقتصادي، خدماتي بالدرجة الأولى.
أتمنى أن تتجه مراكز البحث عندنا وكذلك المثقفون والدارسون الى خلق ندوات وحلقات نقاش لهذه القضايا الجوهرية .. للإجابة على أسئلة من قبيل :
هل نحن قادرون على ان نكون قوة اقليمية في ظل تواضعنا الاقتصادي والتنموي؟
أين تنتهى حدود الوطنية و ما الفرق بين المواطنة والولاء للحاكم ؟..
كيف يمكننا أن نكون قوة يحسب لها حسابها في المنطقة ؟..
نحن بحاجة الى فتح نقاش علمي جاد، بعيد عن التسييس والتصفيق والتطبيل، نقاش يتغيا الإجابة على أسئلة كثيرة لم يعد هناك وقت لتأجيلها بعد التطورات الأخيرة ...
من صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله