خطورة الفكر المنحرف لا تقتصر على مفرداته ومواضعاته وإنما على ردات الفعل المتطرفة..فتضيع الامة وتتيه الدروب بين منحرف إلى اقصى اليسار يجابهه منحرف إلى اقصى اليمين ..وتزل أقدام كثيرين عن الصراط السوي الذي لا يزيع السائر في هديه ليله كنهاره
وعودة إلى صفحات التواصل الاجتماعي هذه الفترة لا تخطء هذا المعطى للاسف.وآن لاهل التخصص من اهل العلم والمفكرين أن يشمروا عن سواعد الجد حتى لا تكون القسمة ثناثية بين داع للتحرر من ربقة الشرع وتعاليم الدين وداع للتكفير والسب واللعن باسم الشرع.لا ذاك وجد من يهديه ويقنعه ولا هذا خدم الشرع والدين بما يؤتي أكله ويمكث في الأرض
لقد حاور العلماء والمفكرون أبرز عتاة الالحاد والذبن يحسبون أنهم يبنون تلك الشبهات على أسس علمية رصينة كنصر حامد ابو زيد وفرج فودة ونوال السعداوي غيرهم..فكان العلامة محمد الغزالي رحمه الله تعالى والمفكران الاسلاميان محمد عمارة ومحمد سليم العوا وغيرهم لهم بالمرصاد تأليفا و مناظرة وحجاجا فأبطلوا دعاواهم وأوضحوا للناس مكامن الخطا والخطل في فكرهم وتوجهاتهم..دون أن يكتفوا بالسب والقيل والقال والغمز واللمز.
لكن عندنا للاسف الشديدغاب هذاالنقاش العلمي الرصين الهادف حتى مع شباب ومجموعات لا تمتلك رصيدا علميا كبيرا تنافح به عن شبهات تترآى لهم حقائق وثوابت واستبدلنا لغة الحوار والنقاش وتعليم الجاهل بالاقتصار على التكفير والسب واللعن والتهديد والوعيد..وتكمن خطورة هذا الامر في كونه الآن تكفيرا وسبا ولعنا ولكنه غداضرب وعنف وبعد غد قتل واستحلال للدماء
نعم للوقوف بحزم أمام كل الدعوات الهدامة و العابثة بأحكام الشرع مهما كان مصدرها.لكن تلك المجابهة لا تكمن في ترك الناس فريسة للجهل والظلم حتى إذا شط الحديث بأحدهم عن جهل او خطا او عمد انتبهنا للخطورة واستخدمنا لغة التكفير وهي ليست اقل خطرا من الكفر ذاته نسأل الله السلامة
دعونا نتأمل بروية وتأن ما قصه علينا القرآن الكريم حكاية عن أصحاب موسى عليه السلام ..".اجعل لنا إلها كما لهم آلهة"...وهذا مخالف للعقيدة والوحدانية فكان رده عليه السلام تشخيص حالهم "إنكم قوم تجهلون"وهكذا حدد العلة وبدأ في الحوار العلمي فأوضح لهم زيع هذا التفكير "إن هؤلاء متبر ماهم فيه وباطل ماكانوا يعملون" واسترسل مقدما الأدلة المقنعة لهم "أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العلمين"
فيحب مراجعة الطريق االذي نسلكه في رد هذه الشبهات ومقارهة هذا الفكر المنحرف عن حسن نية لمعالجة ظاهرة الالحاد والتشكيك في الدين وأن لا نحارب تطرفا معينا لنساهم في زرع تطرف آخر..
أحمد أبو المعالي