كان علال الفاسي رحمه الله رجلا عالما يُنظر لأمة قوية.. ولم تكن موريتانيا كدولة موجودة زمن مطالبته بها؛ وكان عدد من الموريتانيين حينها يشاطرونه وجهة النظر تلك، بل وذهب سياسيون إلى المطالبة بالاتحاد مع مالي.
اليوم؛ لا معنى لتصريحات خلفه الغوغائي حميد شباط، النكرة الشعبوي.. لقد وصل الاستفزاز محطة غير مقبولة بالمرة.
وعلى صناع القرار في الرباط لجم مثل هذه التصريحات الغوغائية التي تصدر من حين لآخر من المغرب.
يمكن أن تتوتر علاقات النظامين لسبب أو لآخر.. لكن مستوى الإساءة يجب أن لا ينال من كينونة إحدى الدولتين..
وكلام شباط وأضرابه هو نوع من الهروب إلى الأمام، نوع من وضع العربة أمام الحصان.. عندما تعرضت الحكومة المغربية لمصاعب من طرف البوليساريو والجزائر بدؤوا يدخلون موريتانيا على الخط.
فعلا انعقد اجتماع للجنة العليا الموريتانية الجزائرية للتعاون وأبرمت عشرات الاتفاقات.. ولكن هل هذا موجه للمغرب.. كلا؛ بالتوازي يمكن أن تضخ دماء جديدة في العلاقات الموريتانية المغربية.
ارتفعت عقائر الإعلام المغربي لما أوفدت موريتانيا وزير الشؤون الإسلامية لتعزية البوليساريو في وفاة المرحوم محمد عبد العزيز.
الحقيقة أن هذا المنطق غبي جدا..
موريتانيا تقيم علاقات دبلوماسية كاملة منذ أربعين سنة مع الجمهورية العربية الصحراوية، وهذه العلاقات كما يعلم المغرب ليست موجهة ضد الرباط؛ بل هي علاقات لخدمة موريتانيا، ومن أجل المساهمة في حل نزاع الأشقاء على الصحراء الغربية.
اليوم لما وصل وجود البوليساريو للكركارات والمحيط الأطلسي بدأ إعلام وساسة المغرب يتحدثون عن موريتانيا، ونسوا أن البوليساريو ليست قادمة من موريتانيا، رغم أنهم يعرفون من أين أتت البوليساريو.. لكنهم يخافون الجزائر.. ويظنون موريتانيا الحلقة الأضعف.
من الشاعري فعلا في تصريح شباط الذي تحدث في كانون الأول حديثه عن سبتة ومليلية المدينتين الموجودتين في البر الإفريقي العربي المسلم والمحتلتين منذ قرون من طرف الإسبان.. ونحن هنا في موريتانيا نؤكد لهذا "الشباط" أنه عندما يحرر المغرب سبتة ومليلية فسوف ننضم له تلقائيا.