الفرق كبير :
لا تنبغي المقارنة بين الأستاذ فريد حسن وبين محمد العرب أو هيام يونس ...
فريد حسن عاشق قديم .. وصل هذه البلاد في السبعينات وكان مدرسا لعلم النفس في مدرسة تكوين المعلمين، وفي تلك الفترة ساهم في تطوير الحراك الفني والثقافي في البلاد .. وقد قيض الله له جيلا من المثقفين والوطنيين في الاذاعة وفي الساحة الفنية استطاع من خلالهم الرفع من اداء الفن والاذاعة ..
فريد كان يسافر بين المدن في اوج حرب الصحراء وهو يغني للحب والوطن، دون ان تجرفه الأغاني السياسية او الحزبية آنذاك.
وحين غادر موريتانيا بعد انتهاء مهمته العلمية، ظل حنينه لهذا البلد قائما الى يومنا هذا.. وحرص على اعادة تسجيل وتصوير اغانيه الموريتانية على أحدث الآلات والأجهزة .. وبدلا من تسويقها تجاريا وطلب التعويض عنها .. نشرها على صفحته ووزعها مجانا على جميع القنوات والاذاعات الموريتانية ...
فريد جار عليه الزمن وتم هدم منزله في سوريا، وخرج من تحت القصف لاجئا الى بلجيكا .. ولم تنسه الظروف الصعبة حب موريتانيا وأهلها التي كلما ذكرها انهمرت دموعه الصادقة، وهي تختلف كثيرا عن دموع تماسيح ذرفها تجار إعلام كثر ..
عندما جاء هذه المرة زائرا، لم يطلب لقاء رئيس ولا وزير ولا مدير، ولا حتى لم يعرض نفسه على القنوات الفضائية على عكس آخرين صدعونا من اجل الظهور واجراء المقابلات .. فقد اكتفى بأن التقى احبته وسمع لهجة اتقنها وأحبها ...
فريد يتابع في صمت كيف تنكرت له موريتانيا الرسمية، وكيف ردت له الجميل عندما كرمت أمام ناظريه من جاؤوا نتيجة صفقات تجارية واعلامية معروفة.. ولم تفسح له مجالا للظهور المشرف ليلة افتتاح المهرجان .. تاركة المنصة (للزيادنة) والمتملقين.
فريد كان يحلم بالغناء في وادان .. لعلم وادان .. وتمر وادان .. وكرم وادان ... فريد أبى إلا مشاركة موريتانيا ذكرى استقلالها ومهرجانها ..
فريد كان يمني النفس باستقبال أكثر أريحية من هذا .. في قناعته أن الموريتانيين لا يتغيرو، إنما يزدادون مع الزمن كرما و عطاء وعرفانا بالجميل ... هكذا عرفهم و أحبهم ..
وزير الثقافة يحتفي بهيام يونس ومحمد العرب لأنهما قادمان عن طريق قريبه .. ويتجاهل رجلا قدم لموريتانيا أكثر مما قدم الوزير نفسه ....
الوزير يبذل الجهد والمال في الاحتفاء بضيفي قريبه ويتجاهل ضيف موريتانيا وابنها المحب بصدق .
عزيزي فريد :
انت في قلب كل موريتاني يعشق هذه الارض بصدق ..
أنت من يزدان بك هذ الوطن، وتكريمك في نفس كل وطني قح ..
شكرا لأولئك الأفراد الذين حرصوا على تكريمك في منازلهم، والذين زاروك في محل إقامتك، وقدموا لك عبارات الحب والإحتفاء الصادق، شكرا لمن جالوا بك شوارع ومراتع عرفتَها أيام كنتَ تجول ماشيا بين مدرسة تكوين المعلمين والاذاعة، وسوق كبيتال ودار الشباب القديمة.... هؤلاء هم موريتانيا الحقيقية ...
فقط بالنسبة للاخوة من المدونين عندما تتهكمون على عشق محمد العرب وهيام فلا تضعوهم مع فريد في سلة واحدة ...
فرق كبير بين عشق عذري .. وآخر إباحي....