حرض كاتب مصري يدعى محمد السيد الصالح صحافة موريتانيا على تحدي الرئيس والحكومة قائلا إنه "لم يسمع يوما عن صحف وفضائيات في موريتانيا تحدث الرئيس والحكومة وانتصرت للحريات كما حدث في مصر " .
بعض المعلقين الموريتانيين رأوا أن الكاتب ربما اصم خاصة أن قنوات موريتانيا تضج ليل نهار بالسخرية من الرئيس وحكومته وتحديهما في الوقت الذي لم يأتينا من مصر إلا سفيرها الذي ضاع ذرعا بصحفي قال إن ما حدث في مصر انقلاب ومارس عليه ديكتاتورية الأوصاف وطرده من مجلسه .
وكان السفير المصري قد طرد الزميل عبد المجيد ولد إبراهيم قبل يومين من لقاء صحفي دعاه إليه مع جمع من الصحفيين بعدما رفض تسمية انقلاب السيسي ثورة .
وهذا نص المقال :
أجد نفسى فى أوقات عديدة فى صراع بين «الصحفى التقليدى»، الذى عشته لما يقارب العقدين من الزمان - الذى درس وتعلّم الكتابة ومبادئ السياسة والاجتماع ومعهما قوانين النشر وضوابطه – و«الصحفى الحداثى»، الذى عليه أن يستخدم ويتعامل مع الوسائط الجديدة. أن يتابع ردود الفعل حول ما يكتب عنه، وعن وسيلته الإعلامية. أعدت برمجة نفسى فى هذا الاتجاه. فشلت فى التعامل مع بعض التقنيات واستوعبت بعضها. أستعين بالأصدقاء والزملاء فى العمل، بزوجتى وأولادى فى المنزل. أسوأ ما فى «صحافة المواقع» هو التمادى فى استخدامها سياسياً، خاصة من «الكتائب الإلكترونية». لم أفهم آلية عملها إلا قريبا. لم أكن يوما فى مرماهم إلا الأسبوع الماضى.
«الحريات الصحفية»
قبل عدة أشهر، جمعنى عشاء على النيل مع عدد من رموز العمل الصحفى والنقابى. كان ضيف الشرف شخصية إعلامية وقانونية عربية تشارك فى وضع تقارير الأداء الإعلامى لإحدى الجهات البارزة. دار جزء كبير من الحوار حول تقرير «مراسلون بلا حدود» الأخير، الذى صدر فى إبريل الماضى. مصر جاء ترتيبها فى المركز 159 على جدول التصنيف العالمى لحرية الصحافة. ومن لا يتذكر التفاصيل حول ترتيب مصر فى التقارير السابقة، فإنها كانت تحتل المرتبة 127(من أصل 173 دولة) فى نهاية عهد مبارك، وتقهقر مركزها فى عهد الإخوان (عامى 2012 و2013) إلى المركز 158 (من أصل 178 دولة).
فى 20 إبريل الماضى، وكنت حينها قد راجعت تقريرنا الصحفى جيدا قبل نشره. دققت مع الزملاء عدداً من الفقرات القوية التى تضمنها مثل «تحول مصر لواحد من أكبر السجون للصحفيين على الصعيد العالمى»، وأن أكثر من 20 إعلاميا قيد الاعتقال بـ«ذرائع زائفة».
ونشرناه بشكل متوازن للغاية. لكنى - فى عشاء النيل- حدّثت «الرجل» بتفاصيل مختلفة تماماً. قلت له: نعم، لدينا مشاكل فى «الحريات»، وفى إيمان الحكومة بها.. زملاء فى الحبس. نواجه القوانين السالبة للحريات. ومعظم «الأجهزة» تتعامل مع الصحافة بعيداً عن مواد الدستور والقانون. المحظورات زادت، لكننا رغم ذلك أفضل إعلاميا من جميع دول الخليج. بلا شك أفضل من موريتانيا التى تتصدر تقرير «مراسلون بلا حدود». لم أسمع يوماً عن صحف وفضائيات فى موريتانيا تحدت الرئيس والحكومة وانتصرت للحريات كما حدث ويحدث فى مصر. الصحافة الخليجية لا تستطيع الاقتراب من الأمراء والشيوخ.
لمتابعة القراءة من المصدر