أثارت تدوينة لوزير الاقتصاد والمالية المختار أجاي حول مؤشر الاستثمار الأخير جدلا واسعا على صفحة الوزير، بعد أن تحول الأمر إلى سجال شارك فيه عدد من مدونى المعارضة، وساهم فيه الوزير طيلة مساء الأحد الأخير (30-10-2016).
وقد دافع الوزير عن منجزات الحكومة الحالية فى المياه والإسكان والشفافية والتجهيز والصحة، بينما أنبرى بعض المدونين المعارضين لطرح الأسئلة وإثارة بعض الإشكالات القائمة كاستهداف رجال الأعمال، وعدم انسجام الأموال المنفقة مع المشاريع على الأرض، وغياب التنمية فى مناطق واسعة من البلد، وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وتدهور التعليم .
أول التعليقات سجلها المدون سيدي محمد ولد عبد الله الذى انتقد المؤشرات الحالية . وكتب قائلا "عن أي أرقام تتحدثون؟.
ما فائدة الانتقال من مرتبة إلى التي تليها رقميا ودون انعكاس ذلك على واقع البلد او معيشة سكانه...
هذا الكلام يصلح كخطاب في مهرجانات حزب الحاكم و"بنچة" أما الأرقام والإحصائيات والمعلومات السليمة فتحتاج مصداقية واقعية يدرك البنك الدولي وبعثاته مدى بعد هذا عنها... كما يدرك ذلك أي عارف بحقائق البلد".
وقد استعرض بعض المدونين مؤشرات البطالة ووفيات الأمهات والتعليم ، مطالبين الوزير بالرد على أسئلة المواطنين الحائرين. وقد علق الوزير بالقول " كلها مؤشرات مازالت ضعيفة بمقارنة مع طموحنا للبلد لكنها مشجعة إذا قارناها بالمستوى الذي كانت عليه".
الناشط الشبابى محفوظ ولد لجواد علق على تصريحات الوزيرة بالقول "معالي الوزير لا شك أننا سعيدون بأي تقدم اقتصادي يشهده البلد ولكن نأمل ان يكون تقدما مقنعا يلامس واقعنا المعيشي و الاقتصادي السيئ السيد الوزير نحن كنا نحتل المرتبة العشرين من أصل اثنين وعشرين دولة عربية يعني في ذيل القائمة للأسف والآن وصلنا الرتبة الخامسة عشر ، في الوقت الذي تعاني فيه دول عربية كثيرة من ويلات الحروب و الإنقسامات معالي الوزير الجدير بينا ان نحتل الرتبة السابعة بعد دول الخليج لا أن نحتل رتبة متأخرة نسبيا في وسط معظمه يعاني ، معالي الوزير تسرنا النجاحات الوطنية ولكنها تسرنا أكثر يوم تكون مقنعة وتلامس آلام الناس و آمالهم ، وهو للأسف مالم يحدث حتى الآن على كثير من المستويات".
وقد رد وزير الاقتصاد والمالية بالقول "اتفق معكك اخي الكريم وعلي طول الخط. لا تشرفنا المراتب التي نحتلها ابدا. لكن السؤال المطروح. هل يمكننا بعد خمسين سنة من السبات أن نقف في 7 سنوات إلي القمة؟ .
ألم نسجل تقدما ملحوظا وملموسا علي مختلف الأصعدة؟".
وقد رد محفوظ ولد لجواد بالقول "التقدم معالي الوزير يكون ملحوظا وملموسا يوم يلامس المستضعفين الذين لا يفهمون في لغة الأرقام ولا يستوعبون النظريات الاقتصادية تلك تسلية النخبة بالنسبة لهم ، معالي الوزير التقدم الملحوظ صعب أن يتحقق في سنوات ولكن التقدم المقبول يمكن أن يتحقق في سنة اقصد هنا على سبيل المثال لا الحصر ماء صالح للشرب لفقراء القرى و البوادي ، باص جيد يمكن طلابنا من الوصول للجامعة ، اقل الإحتواء لشبابنا التائه في انحاء المعمورة بحثا عن لقمة عيش ، ...الخ ذلك من الأشياء الممكنة والملامسة لمتطلبات الضعفاء مازلنا للأسف تفشل حكومتنا في ذلك وهو اقل القليل ، نأمل ان يتم تجاوزه وهو مايفهم الفقراء بعيدا عن لغة الأرقام و المعطيات".
وقد ساند ولد لجواد عدد من المدونين وعارضه آخرين، قبل أن يتدخل الوزير معلقا على السجال مرة أخرى بالقول "اتفق معكم إخوتي الأعزاء أن الهدف الحقيقي هو تحسين ظروف المواطن؛ الصحة، التعليم، الشغل، الماء،السكن.الخاص.
اعتقد اننا نتفق انه ليس من الممكن حل هذه المشاكل كلها بين عشية وضحاها.
لا أعتقد أنكم لستم علي علم بكل المستشفيات التي تشييدها منذ 2009. أكثر من 10 مستشفيات. لا أعتقد أنكم تجهلون أنه قبل النظام الحالى لم يكن باستطاعة المصاب بالفشل الكلوي أن يجد علاجا إلا في انواكشوط إن وجد. وأنه يمكن أن يتعالج اليوم في كل عواصم الولايات. لا أعتقد أنكم لا تدركون أن البلد اليوم يتوفر علي جامعة عصرية مجهزة، ومدرسة متعددة الاختصاصات : معادن،أشغال عامة،معلوماتية..الخ
في مجال المياه حدث ولا حرج: أكثر من 300 قرية زودت بشبكة مياه، ماء مقطع لحجار، سيلفا وكري، أطار،آفطوط الشرقي، أظهر.
البني التحتية :
الطرق، المطار، الموانئ
حل مشكلة السكن في الأحياء الشعبية في انواكشوط.
كل هذا في 7 سنوات.
وقد أنتقل بعض المشاركين فى الحوار إلى مشاكل مقاطعة مكطع لحجار قائلين إن النظام الحالى لم يقدم للمقاطعة أي شيء، مستعرضين ما أسموه أوجه القصور فى مجالات التنمية بالمقاطعة.
وهو مارد عليه الوزير بالقول "يبدوا أنك تعرف مقطع لحجار قليلا..
لقد تم تزويد مدينة مقطع لحجار بالماء في عهد هذا النظام. شبكة اتويجكجيكت جار العمل فيها. لكليبات تم الحفر فيها هذه السنة ولم يعثر علي الماء حتي الآن. ث لاث قري من كاوات يجري الحفر فيها هذه الأيام.
وإليك القري التي زودت بالماء في مقاطعة مقطع لحجار في 3 سنين: الوحدة،الابدة، الواسعة، لكليوة،القارقة, المركز،البير، جنل، اطويلة، كادل، ببقج، شكار، اجوت، اكميمين، لكليبات (بلدية مقطع لحجار ).
وقد علق المدون الموريتانى الشهير محمد ولد أزوين بالقول "بداية نشكر لمعالي الوزير سعة صدره وتقبله للآراء المخالفة والتعاطي معها، كما نشكر له تواجده على وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت جزءا لا يتجزأ من العمل الإداري
ثانيا أتمنى من الإخوة المعلقين أن يبتعدوا عن المجاملات الجهوية، فالوزير الآن شخصية وطنية عامة يخاطب عموم الموريتانيين من على صفحته، وهذا الطلب موجه لشباب المقاطعة.
ثالثا معالي الوزير الأرقام والمؤشرات الدولية عادة ما تبنى على تقارير مقدمة من جهات تابعة للدولة، وعلى أساس ذلك يتم وضع تصنيف التنمية لكل دولة.
ما يهمنا كمواطنين هو أن هذا يجب أن ينعكس على حياة المواطن البسيط في الأرياف والقرى والمدن الكبيرة، فأسعار المواد الغذائية تركت لتجار محسوبين على الدولة ورفعوها في فترة وجيزة حتى باتت العائلات تجد صعوبة في الحصول على أسياسيات الحياة من المواد الغذائية، ناهيكم عن فواتير المياه والكهرباء التي توضع ضريبتها جزافا، بالرغم من الانقطاعات المتكررة التي تضر بدورها تجار التجزئة الذين يعتمدون في دخلهم على المبردات.
نأمل منكم العمل على إصلاح هذا الجانب بالتعاون مع الوزارة الوصية
الملاحظة الأخيرة تتعلق بالضرائب التي توضع على رجال الأعمال المعارضين وابتزازهم بها حتى بات رجل الأعمال الذي جمع ثروته في عقود مهدد بفقدها في لحظات.
وفي الختام تقبلوا تحياتي".