إيجابيات التعليم ما قبل التسعينات ليست فقط في جودة المناهج ومستوى المدرسين، وإنما أيضا في كونه أهم عامل في إذابة الفوارق الاجتماعية والطبقية بين التلاميذ وذويهم.
لقد كان تعليما موزعا بين التلاميذ بالقسط، فهم يجلسون على مقاعد متشابهة ويحملون نفس الادوات والمستفيدون منهم من الكفالات المدرسية متساوون في اللبس و القصعة وما حوت ..
وطبيعي أن سنوات التحصيل الأساسي سترافقهم وهم شباب جامعيون أوموظفون في الدولة .. يمكنكم الآن أن تقارنوا بين مستوى الانفتاح والتسامح الاجتماعي عند جيل نشأة الدولة وما قبل التسعينات حتى، والجيل الذي نعاصره اليوم.
لقد أدى فساد التعليم منهجا ومستوى الى اتساع الهوة بين ابناء الوطن، بحيث أضحى التعليم موزعا بين فسطاطين أحدهما لأبناء الحظوة، والآخر لأبناء الفقراء والمعوزين ..
هل يُنتظر بناء جيل مستقبلي بلا عقد، ونحن نوفر له بيئة تمييزية كهذه؟
أصلحوا التعليم النظامي إن أردتم بلدا آمنا.. بلا قلاقل ولا فتن..
تهاون المجتمع مع فساد التعليم أخطر من تهاون الدولة نفسها .، وهذا مكمن الخطر.
من صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله