البارحة أظهرت كاميرا التلفزة في القاعة وجوها كثيرة ساندت كل الانظمة ولم يعارض أي منها يوما في حياته ... وجوه أضحت مضرب المثل في تقدم المتملقين ومضربه أيضا في التولي يوم الانقلاب ...
وطيلة الخطابات التي سبقت خطابه كان الرئيس يتفرس في تلك الوجوه وكأنه يقول في قرارة نفسه :
(لست أنا من ستنطلي عليه مساحيقكم) ... وكان ما كان في الخطاب ..
كان خطاب الرجل موجها لمن في القاعة ولمن خارجها .. واعتقد أن علية القوم من مقربيه لم يكونوا على علم بأن الرجل سيعلن موقفه الآن.. وبكل هذه الصراحة ..
والدليل أن خطاب الموالاة الذي سبقه طالب بأن يعبر الرجل بهم الى المستقبل، مع تهجم وتهديد - غير لائقين - على المعارضة المقاطعة لكن يبدو أن تلك الخطابات أصبحت مملولة، ولم تعد مقنعة لأحد ..
أستغرب أن بعض موالاة الرجل كان أكثر حنقا وتهديدا للمعارضة من الرجل نفسه، الذي تلعثم وهو يحاول أن يجد الكلمة المناسبة لمقاطعة مسعود ( مقاطعة في الوقت الضايع) ...
وعموما ترك الرئيس الانطباع لدى سامعيه بأن مسعود كان يحاور من أجل مصالحه الشخصية (فتح سن الترشح)، وعلى الأقل ما زلنا ننتظر رأي التحالف الشعبي في ما يناهز العشرين يوما من محاورة موالاة الرئيس .. لماذا المحاورة أصلا . ولماذا الخروج في الدقائق الأخيرة ؟
ما زال أمام الرئيس فترة معتبرة في الحكم .. وفي هذه الفترة ستجري مياه كثيرة تحت الجسر .. وستتغير اللعبة و تتبدل المواقف والتحالفات .. أتمنى أن لا يتمكن الزمن والآفات البشرية من نسخ ومحو دلالة الخطاب االبارحة.
أعتقد أننا ايضا مطالبون باليقظة والوعي وخلق إطارات شبابية وغير شبابية تنسق في ما بينها لرفض أي خطوة لا تصب في صالح الوطن، و تعمل على المساهمة في كتابة بيان المستقبل الوطني ..
معناه أن دورنا لم ينته بعدُ .. وأهلا بكل من يقاسمنا الرؤية والتفكير أيا كان موقعه أو سنه ...
من صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله