تحمل على كتفيك حكاية عار وطن سلمك ذات يوم لاجنبي حاقد عنصري حقير لايرعى فى الانسان الا ولاذمة
عدت وهذا سجود شكرلله وشلال دموع فرح بعودتك
عدت وتلك عورات تختلط بوجوه اصحابها من العسس وزوار الفجر الذين حرموك ذات اذان رمضاني لذة الافطار مع والدتك العابدة الزاهدة الصابرة المتحملة حتى الثرى
عدت والفضيحة تلاحق كل الانظمة التى تعاقبت وانت فى السجن
عدت لا لتسالهم لماذا اسلمتمونى وانا ابنكم ولاحتى لتسالهم لماذا بعد سنوات النارو القهر والحديد والبؤس لم تستقبلونى رسميا فى المطار بوفد رئاسي اوحكومي على الاقل اشعر معه ان من بين اخوة يوسف من لم يكن مقتنعا بالقائه فى الجب
فى فرنسا خرجت الحكومة كلها لاستقبال مواطنين عادوا من الاختطاف يحدث ذلك ايضا فى المانيا وايطاليا وبريطانيا يحدث حتى فى بعض الدول العربية والاسلامية المصنفة بانها اكثر عداء لمواطنيها من خصومها ومنافسيها واعدائها التاريخيين
عدت والحكاية طويلة عمرها 15 عاما وسطورها مكتوبة غالبا بالدم واحيانا بالدمع ومرات بالعرق وفى كل حين محمرة بقهر الرجال مضمخة بصليل السلاسل ووحشة قضبان الزنزانات الصدئة
عدت والحضن الذى انتزعت منه ذات رمضان قاتم عدل فامن فنام بعد ان شكى بثه وحزنه لله وغابت ابتسامة الام الحنون الى الابد
عدت ونحن نخجل لاننا جميعا رغم صراخنا من اجلك ورغم بكائنا امام الذين سلموك والذين ماطلوا فى تسلمك كنت الارفع قامة بيننا والاعلى سمتا والافرع طولا بصبرك وتحملك ورباطة جاشك وعضك بالنواجذ على دينك وهويتك ورجولتك الحقة
عدت والخجل يجلل وجوهنا وقدشربنا دموعنا كالنساء كل تلك السنوات المريرة
عدت بايمانك بصدقك بوطنيتك بمظلوميتك عدت شهادة عار على جبي كل من ساهم فى تسليمك ويقينا عدت لتزرع قبلة على جبين كل الذين وقفوا بصبر وصمت وامل تحت الشمس فى انتظارك موقنين انها شمس الحقيقة وانك الظل الذى سترسمه فى النهاية على مساحة الوطن الجريح بغيابك
عدت لتزرع قبلات على وجوه وقفت نخيلا لايتداعى امام القمع والقهر والتهميش موقنة انك ستعود
عدت توزع 3 ملايين زهرة فواحة بالشذى على شعب وقف خلفك على كثرة المخلفين فيه وعلى مرارة رجوع ابن سلول بثلث الجيش
كل الشعب باستثناءات نتركها للتاريخ كان خلفك موحدا قضيته قضيتك معاناتك معناته وحلمك حلمه واسال جنود "إنصاف" المعروفين والمجهولين اسال شبابها الرائع ونساءها الجميلات ورجالها الصابرين فلديهم الخبر اليقين فانثر زهورك الفواحة فهذا يوم فرحنا الاكبر والوطن كله انشودة فى فمك ياسيدى
عدت لتوجه التحية للنسوة الخفرات للشباب الرائع للمحامين الكبار نسانية وجلادا للحقوقيين الشجعان للساسة والفنانين والمدونين والاعلاميين الذين رفضوا فى كل وقت تجزئة الدم الموريتاني وامنوا بها فوارا فى شرايين عرب الوطن وزنوجه بيضه وسوده
عدت لانك رسمت ومن البداية درب العودة محجة بيضاء كلها شجاعة وصدق
عدت لان مذكراتك كانت كتاب عودة به موسيقى الدرب واشجار الطريق وحمام الحرية
عدت تحمل الشمس فى يدك هي نفسها الشمس التى ستشرق بالحرية على جبين اسحاق ولد المختار والراجل رشيد مصطفى وكل الموريتانيين الغائبين والمغيبين
انت لم تعد الينا
نحن الذين عدنا اليك فالينا بالتمر واللبن وحديث عن العلوم الرقمية وملامح الجلادين و شيئ من شعر غيلان ذى الرمة
اهلابنا فى حضرتك فانت وطن عاد وحلم تحقق تاريخ حرية ستتناقله اجيال قادمة وهي تنحنى احتراما لصلابتك وكفاحك وقناعتك بالشمس والحرية