نوافذ (نواكشوط )ــ مفردات كثيرة حملها المؤتمر الصحفي الذي نظمه حزب الوطن الموريتاني زوال اليوم الأحد بمقره وسط العاصمة نواكشوط شملت الأدب والسياسية والتاريخ ، جمعت بين رقة الغزل ، وقساوة فرعون ، ووضوح الديمقراطية وتلون السياسية .
المؤتمر الذي جاء لإعلان الحزب القطيعة مع عقيدة المنزلة بين المنزلتين التي اعتنقها منذ تأسيسه في نوفمر 2014م إلى اليوم ، وبالنتيجة الانضمام إلى خندق المعارضة بل والسعي لتشكيل جبهة وطنية لحماية الوحدة والدفاع عن المكتسبات الديمقراطية للشعب الموريتاني وعلى رأسها ثنائية المأمورية بالنسبة للرئيس .
رئيس الحزب محمد الكوري ولد العربي الذي كان قطب الرحى في مؤتمر الحزب لم يخل حديثه من العودة إلى التاريخ حيث أكد أن حزبه تأسس من فسيفساء شكلت رأس الحرب في معارضة الأنظمة الديكتاتورية في موريتانيا لكن ذلك لم يشفع لها عند النظام الذي تجاهلها في حواره الذي دعا له كل من هب ودب ـــ بحسب تعبير رئيس الحزب ــ
الحزب الحاكم وديمقراطية فرعون
استدعاء التاريخ لم يقف عند هذا الحد بل عاود رئيس الحزب الكرة التاريخية حينما تحدث عن وثيقة الحزب الحاكم التي قدمها للحوار والتي رأى رئيس الحزب أنها جاءت للالتفاف على الفضاء الضيق للديمقراطية في البلاد ونسف المكاسب الديمقراطية التي تحققت بفضل نضال الشعب الموريتاني وقواه الحية .
وأكد ولد العربي أن الوثيقة اتبعت ديمقراطية فرعون التي تأسست على قوله "ما أوريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " ، وتشرحها تصريحات الناطق باسم الحكومة التي قال فيها إنه سيتم اللجوء إلى الشعب في ما تم الاختلاف عليه في الحوار ما يعني أن الحكومة ستقر كل ما تريد وتقول "سنتوجه إلى الشعب " وهي كلمة حق أريد بها باطل لأن الشعب حين يكون جائعا ومريضا ومقهورا لا رأي له ــ حسب تعبير ولد العربي ــ .
الغزل الحكومي
رئيس الحزب وفي رده على أسئلة الصحفيين عن ما إذا كان موقف حزبه ناتجا عن توقف مغازلة الحكومة له ، وعن إمكانية عودته إلى الحضن حين تعود الحكومة إلى مغازلته من جديد قال محمد الكوري إن السلطة ليست خبيرة في الغزل ، وإذا كان عليها ممارسته فإن عليها مغازلة الشعب وقواه الوطنية ونخبه .
السياسة هي الأخرى حضرت في مؤتمر حزب الوطن من خلال إعلان قادته التحاقهم بخط المعارضة باعتباره ضرورة تمليها اللحظة ورفضهم للمساس بالدستور جملة وتفصيلا خاصة في مواده المتعلقة بالمأمورية الرئاسية .
وبين ديمقراطية فرعون وسياسة الحزب الحاكم لتقليدها أعلن حزب الوطن أنه لا يمكن أن يكون جزءا من قوى تحاول المساس بالدستور لأن الدستور يجب أن يكون أسمى من العبث به في كل مرة ، والشعب الموريتاني قاسى كما قاست شعوب عربية أخرى ما يعنيه فتح المأمورية من تكريس للاستبداد والدكتاتورية ــ على حد وصف رئيس الحزب ــ .