كان ذلك مساء السبت 13 أكتوبر 2014، حيث كانت البداية بتدوينة سريعة على الفايس بوك كتب صاحبها أنه كان موجوداً في المستشفى العسكري، حيث قدم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في لبسة متفضل “جلابية مغربية” تقطر دما، و قد نزل من سيارة كان يقودها و لكنه ما أن خطا خطوتين حتي سقط مغشيا عليه، و لم يكد حراس المستشفى العسكري يعرفونه حتى أسقط في ايديهم، و هرعوا إليه. و الرجل الذي كان يجلس بجانبه في السيارة، و الذي انكشف فيما بعد أنه ابن عمه و صديقه الشخصي أحمد ولد عبد العزيز عاد مسرعا لقيادة السيارة، ثم اختفى.. بعدها تم تشديد الحراسة على المستشفى العسكري، و أطلق العنان للروايات و الشائعات ليسري نارها في الهشيم.
أول خبر رسمي عن الحادثة كان ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية قبل أن يخرج الناطق الرسمي باسم الحكومة حمدي ولد محجوب بتصريحه المتناقض. ثم تعددت الشائعات و كثرت الأقاويل، فمن قائل أن ولد عبد العزيز تعرّض لطعنة بخنجر ممن ضبطه في أحضان زوجته، و من قائل أنه تزوج سرا بفتاة أنكر زواجه بها بعد أن بانت بحمل فكان انتقامها منه أن حاولت قتله، و هي أقاصيص استهزأ بها هو في مقابلة له مع جون أفريك، و رغم أن “الرصاصة الصديقة” أو “رصاصة الصديقة” ظلت طلسما حارت فيه الفهوم، فإنه لا أحد صدّق “الرواية الرسمية” التي خرج بها العسكري الشاب، و شنف بها المسامع متلعثماً باديَ الارتباك.
و كانت هذه الشائعات نوادر تناقلها الركبان و تداولتها الصالونات، غير أننا أخترنا هنا روايتين قد يكونان الأشفع بالدليل من بين جميع الروايات.
رواية منتدى المعارضة
كوّن منتدى الديمقراطية و الوحدة لجنة للتحقيق في “الرصاصة الصديقة” و “فضيحة أكرا”، وحسب مصدر في هذه اللجنة فإن الرواية الأحظى لديهم بالأدلة، و التي تواترت عليها البراهين هي:
إن الرئيس ولد عبد العزيز حين كان يتردد على ليبيا أيام القذافي، خلال فترة انقلابه على ولد الشيخ عبد الله، تعرّف على إحدى السيدات من الحرس الخاص بالزعيم الليبي، كانت تتولى ضيافته، فربطته بها علاقة مشبوهة، و ظل على اتصال بها حتي بعد سقوط نظام الديكتاتور الليبي، حيث لجأت للإقامة في موريتانيا، و كان ولد عبد العزيز يتعهدها بالزيارة.. وحين تم تسليم رئيس المخابرات الليبية السابق للسنوسي في الرابع من سبتمبر/ أيلول 2012 بدآت فلول مخابراته التخطيط لاغتيال ولد عبد العزيز مستغلين في ذلك عشيقته الليبية.. فكانت رصاصةَ صديقة.!
رواية تنشر لأول مرة
يربط مصدر خاص بين محاولة اغتيال ولد عبد العزيز و بين موت غامض للرقيب حمادي ولد أحمد طالب، الذي تم نعيه في صحيفة “الجيش” على أنه توفي يوم 14 أكتوبر 2012 أي بعد يوم من رصاصة ولد عبد العزيز.12309
و حسب المصدر (الذي تنقل تقدمي معلوماته بتجرد) فإنه تم إبلاغ أسرة ولد أحمد طالب بموت ابنهم المفاجئ، و الضغط عليهم ترهيبا و ترغيبا للتكتم على كل ما له علاقة بموته و بظروفه و ملابساته.
و حمادي ولد أحمد طالب هو من مواليد 1973 في المجرية، التحق بالجيش في 15 مارس 1994 و بعد تخرجه انتقل لكتيبة الأمن الرئاسي “بازب” ليتم تحويله منها إلى تجمع الأمن و التدخل في 21 فبراير 2012 أي قبل قرابة ثمانية أشهر على وفاته و محاولة اغتيال ولد عبد العزيز.
و رغم أن هذه الرواية التي استقتها تقدمي من مصادر خاصة لا دليل يشفع لها إلا أنها تثير أسئلة كثيرة، تستحق على الأقل التحقيق فيها.
أمين ولد شغالي / لصحيفة تقدمي