اليوم تمر ذكرى وفاة أحد أبرز رجال موريتانيا المعاصرة "صورة وسيرة "

سبت, 15/10/2016 - 00:41

قبيل فجر الخامس عشر من اكتوبر توفي الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه في باريس بعد أن قضى عدة أسابيع في غرفة الإنعاش بمستشفى "فال دو غراس" العسكري الفرنسي.

ومن المعروف أن ولد داداه (80 سنة) هو أول رئيس لموريتانيا بعد استقلالها عن فرنسا عام 1960.

وقد درس في موريتانيا أولا ثم سافر إلى فرنسا فدرس في معهد ثانوية خاص فحصل منه على شهادة الثانوية العامة عام 1948 ثم تابع دراسته في الحقوق في إحدى الكليات الباريسية حتى حصل على شهادة المحاماة، فكان أول موريتاني يعود إلى بلاده حاملا شهادة جامعية.

أسس عام 1959 حزب التجمع الموريتاني الذي خاض انتخابات محلية أدت نتائجها إلى تعيينه رئيسا للوزراء في حكومة تحت الاستعمار الفرنسي، فأسس أول دولة موريتانية حديثة وشيد مدينة نواكشوط عام 1957.

وفي 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 1960 عين رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية التي نالت في هذا التاريخ استقلالها عن فرنسا إلى أن أطاح الجيش بحكمه يوم 10 يوليو/ تموز 1978 وتم اعتقال ولد داداه 15 شهرا في سجون مدينة ولاته شرقي موريتانيا.

وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1979 أخرج ولد داداه من السجن لتدهور صحته لينقل إلى فرنسا للعلاج، واختار بعدها الإقامة في تونس أولا ثم مدينة نيس على ساحل البحر الأبيض المتوسط بفرنسا.

وقد عاد المختار ولد داداه من منفاه الفرنسي إلى موريتانيا يوم 17 يوليو/ تموز 2001 مقررا الإقامة في بلده. وقد بلغ به المرض حدا أجبره على الانتقال في الأسابيع الماضية إلى فرنسا لتلقي العلاج.

يتصف ولد داداه بالبساطة والابتعاد عن المظاهر السلطوية وقد عاش وهو رئيس في منزل بسيط مكون من ثلاث غرف فقط. وقد اشتهر ولد داداه بدبلوماسيته الهادئة والفعالة خاصة في أفريقيا حيث ترأس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1971.

لم يتأثر ولد داداه عندما أعلمه ملك المغرب الراحل الحسن الثاني والرئيس الكونغولي موبوتو بالتخطيط للانقلاب عليه قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب في فبراير/ شباط 1978، فترك الأمور تسير على طبيعتها حتى تم اعتقاله.