يبدو أن جولة العظيم بيرام ولد الداه ولد اعبيدي في إفريقيا وقعت كالصاعقة على أمهات رؤوس الحثالة التي تحكم نواكشوط، فكانت أولى خطواتهم أن أوعزوا لببغاواتهم في الإعلام بنسج قصص من وحي خيالاتهم المريضة عن “الرحلة الحقوقية”، و أهدافها و خرافة الظهير الإسرائيلي و الماسوني.
تحدثت بعد تصريحات محمد الأمين ولد الشيخ مع صديقي بيرام الذي كان تعليقه الساخر “لماذا إذن يجمعون قضهم و قضيضهم على تيفايْ.. هل يستحق تيفاي كل هذا الاهتمام.؟!”
و قد اتصلنا معاً بجهات إعلامية في بوركينا فاسو نفت خبر إقالة المذيعة التي أجرت مع بيرام مقابلة في التلفزيون الرسمي..
لكنها شنشنة نعرفها من أخزم، فلا أحد يهتم لكذب ولد الشيخ، الذي يسري منه مسرى النَّفَس، و يجري مجرى الدم.
لقد انجلت فرية ولد الشيخ، الذي ما ملأ جِراباً بواحدة إلا أفرغه بأخرى، تماماً كما انجلت الكذبة التي تم التسويق لها ردحاً من الزمن عن استقواء ولد الداه ولد اعبيدي بالغرب دون العرب و الأفارقة.. فالرجل استنتج بعقله الحاد كنصل الخنجر أنه لا مندوحة من الاستعانة في المشروع الانتعاقي بالعالم الحر: الإتحاد الأوروبي الذي هو السند الاقتصادي للنظام المافيوزي، الذي يقر العبودية في موريتانيا، و يستبد بخيراتها، و ينهب ثرواتها، و أمريكا التي هي السند الأمني و العسكري، الذي يولى النظام وجهه شطره كلما ضاقت به ضائقة إرهاب أو انعدام أمن، أما إفريقيا فكانت الظهير الدبلوماسي، الذي تم الاعتماد في تمرير الانقلاب.
إن المناضل الذي دق أوتاده في بلاط جورج واشنطون، فنال الاعتراف بعدالة قضيته، و حصد الجوائز، و جالس أهم شخصيات العالم المنكبَ بالمنكب، ثم قام خطيبا مفوّها يشقق الكلام و يرسله على منصة الأمم المتحدة، ها هو يكسر صمت الأفارقة، بعد أن أطلق نداءه الجهوري في دكار.
لقد قابل الرجل في كو دي دفوار و باماكو و واغادوغو هيئات سياسية و إعلامية و مثقفين و جامعيين و حقوقيين، شدوا أزره و أحكموا دَسره.
و كان من بين من قابلهم و زراء و منتخبون و منظمات شبابية ثورية من بينها حركة Le Balai Citoyen التي كانت السبب في الإطاحة ببليز كامبورى، و هو ما يفنّد الدعاوي بأن رجل الأعمال المعارض المصطفى ولد الشافعي كان مهندس رحلة بيرام الإفريقية.
و ينبغي أن يدرك الحثالة ولد الشيخ أن إذاعة أوميغا التي استضافت “التيفاي” بيرام ولد الداه ولد اعبيدي مملوكة لوزير الخارجية البوريكنابي ألفا باري.. فهل اعتذر.؟ أم أقيل من منصبه؟.
إن رحلة بيرام الإفريقية ستؤتي أكلها بما لن يخفى على ذي بصيرة، فستحاصر النظام إفريقيا، و تشد وثاقه، و تضيّق خناقه..
و الإفريقي بطبعه مناضل جسور، و مكافح لا يضع العصى عن عاتقه ما دام له حق مصادر، أو أخ محاصر..
و الإفريقي هو الذي هزم لابارتاييد في جنوب إفريقيا و كسر شوكتها لا الأوروبي و لا الأمريكي.
فانتظروا من نتائج هذه الرحلة رعاف أقلام يهزم حبرها الأسود غياهب الظلام، و لوحات فنية و كاريكاتورات و اغانيَ تصدح بها حناجر شادين بحرية أرقاء موريتانيا، و شباباً تكسر همته الصفواء، لا يلين و لا يستكين.
هذه هي إفريقيا.. النمر الأسود المجلح، ذو المخالب و البراثن المسمومة، الذي يقض مشاش و كتِد من يلحق بأبناءه أذِيّة.
و لتتهم السلطات الموريتانية من شاءت.. ولتستدعِ من أرادت من سفراء دول الجوار، و ليتشنج ولد مگت في وجه قيادية إيرا التي حاول تجنيدها في الأيام الماضية، و حين عزّ عليه الأمر، توعد السنغال بالويل و الثبور، لأنها من يدعم إيرا، و يشد من عضدها، حسب قوله. ملمّحاً إلى أنه بإمكان موريتانيا أن تكيل لها الصاع صاعين بدعمها متمردي كاصاماص.
إن المارد الإسود بيرام قد انطلق من قمقمه، فانتظروه في رحلته العربية أيضا.!
إنه يحاصر حصارَه..!
حنفي ولد دهاه