ارقام الوفيات بالسرطان فى بلادنا اصبحت مخيفة ومقلقة وتستدعى وقفة وطنية جادة للتصدى لهذا الداء الفتاك
فى مركز الاونكولوجيا بنواكشوط تتجسد الكارثة ليس بسبب كثرة الوافدين الجدد الذين يرتفع عددهم شهريا وهم يجرون الاستشارات الاولية ولكن لان نسبة الوفيات ارتفعت بشكل ملحوظ خاصة بين الاطفال مابين 5 الى 15 سنة ففى الشهرين الماضىين وحدهما تسبب السرطان بانواعه المختلفة فى حصد ارواح 4 من الاطفال فى عمر الزهور وفى فترات متقاربة
اما الوفيات لدى الكبار فهي تزداد بشكل لافت خاصة بسبب سرطانات الحنجرة والكبد والثدي
ان اسباب السرطان ليست بكل ذلك الوضوح الذى يجعل اكتشافها والوقاية منها فى متناول الاطباء والمرضى غير ان انتشار المعلبات الغذائية والمشروبات وشحنها بالمواد الحافظة غامضة التركيب مع اضطراب العادات الغذائية وعدم وجود اي ثقافة صحية واقبال الناس على استخدام القنانى والاوانى والاوراق مجهولة المصدر والمحتوى الاصلي لحفظ الماء والغذاء وللاستعمالات اليومية وانتشار الادوية المزورة وفوضوية استعمالها والادمان عليها احيانا كلها امور من الاكيد انها تساعد السرطان فى مهاجمة ضحاياه
ان جهد الاطباء لاينصب على علاج السرطان خاصة فى المراحل المتقدمة اذلاسبيل لعلاج معظم حالاته وان لوحظ فى السنوات الاخيرة ان بعض المرضى شفي نهائيا اوبشكل شبه نهائي خاصة فى فرنسا وامريكا وبعض الدول المتطورة طبيا ولكن جهدهم ينصب على التخفيف على المرضى ومنع الخلايا السرطانية من التمدد بسرعة ومحاولة محاصرتها لمنح المريض فرصة اكبر للبقاء والتعايش مع الاصابة
ان ادوية السرطانات بمختلف مسمياتها مكلفة جدا تماما مثل الفحوص الخاصة باستكشافه سواء كانت تحاليل دم او خزعات اواشعة وهو مايفاقم المعاناة حيث يصبح المريض الفقير عالة على ذويه وعلى خزينة دولته التى من المفترض انها تساعده على تجاوز ايامه الصعبة فى الحياة
فى موريتانيا يبذل الاطباء جهودا كبيرة لدعم مرضى السرطانات والتكفل بهم ورعايتهم لكن يوجد تقصير حكومي فمع ان البلاد تتوفر على افضل مركز لمعالجة السرطانات فى شبه المنطقة الا ان المرضى الفقراء لايستفيدون من دعم حكومي خاص بهم لمواجهة تكاليف العلاج الباهظة جدا ولايعير المدونون والصحفيون والائمة والدعاة كبير عناية بالموضوع فقل ان تجد حملة وطنية جماعية اوفردية لمحاربة السرطانات باستثناء جهود جمعيات خيرية ميدانية تنقصها التجربة والامكانيات ولا تحظى باي دعم فى جهودها للتخفيف من معاناة مرضى السرطانات خاصة من الاطفال والفقراء
اتمنى ان يسمي رئيس الدولة صندوقا وطنيا لدعم مرضى السرطان توضع فيه اموال لمساعدة المرضى خاصة الاطفال والفقراء الذين لايملكون ضمانا صحيا اواجتماعيا يواجهون به ظروفهم الصعبة
انه من واجب الاعلاميين والمدونين والائمة والعلماء والشعراء والدعاة وهيئات المجتمع المدني من احزاب وجمعيات وغيرها التحرك فورا فى مجهود وطني جامع مانع عنوانه "معا ضد السرطان"
ان الارقام مخيفة والوضع سيئ جدا فالمرض ينتشر بشكل لافت وجهود محاربته لم تصل المستوى المطلوب وطنيا
فلنعلنها حملة وطنية موريتانية جامعة لمحاربة السرطان والتضامن مع ضحاياه
( ملاحظة / صورة الشعار من "غوغل")
الكاتب حبيب الله ولد أحمد