مما لا شك فيه ان بلدنا يزخر بثقافة جد غنية متنوعة، امتدت منذ العصور الحجرية و خلدتها الامم المتحدة و اعتبرتها تراثا إنسانيا في كل من وادان و "تي شئتُ" او تيشيت كما هو متداول و شنقيط و ولاتة، فالتراث الغني و الزاخر و المخلد اما في الذاكرة الجمعية و المتداول شفويا او كتابيا، هذه الثقافة العربية ألأمازيغية البربرية احيانا و العجمية أحايين أخرى ظهرت في مناح عديدة نذكر من أبسطها و أقربها الى ذهن المتلقي، على سبيل المثال لا الحصر مسميات الأماكن، فتجد عزيزي القارئ البعض منها تراثيا صرفا كالرشيد و كومبي صالح...و البعض الآخر مسميات أعجمية او عربية ك كيهيدي (بالبولارية:أتريد أن تأكل)، كنكوصة (كان - كوصم:بائع اللبن)... الصفاء، النعمة، العيون و غيرها، وادان هامد(هاك مُدْ اي خذ مُدّاً)...
لكن قرار الدولة الاخير المتعلق بتقسيم ولاية انواكشوط سابقا الى ثلاث ولايات جزئية كان حكيما و مدروسا و ذَا نتائج مستقبلية جيدة من مختلف النواحي (الأمنية و الاقتصادية و العمرانية...) لكننا نتحفظ على بعد من أبعاده و هو البعد الثقافي، فالاختيار لمسميات الولايات التي تم تقسيم انواكشوط اليها، لا يعكس بل يهمل او يقصي أن ثمة رصيدا هائلا من المسميات يمكن ان ننتقي بعضا منه كبديل عن ناحية الجهة التي قسم اليها انواكشوط(جنوب-شمال-غرب): ولاية انواكشوط الجنوبي و الشمالي و الغربي.
فما الضير مثلا في تسمية ولاية انواكشوط الجنوبية: ولاية إگيدي، او ولاية النمجاط او ولاية ادويرة، اندومري، او انهُكارة...
و ولاية انواكشوط الشمالية ولاية انتاجاط، أو ولاية زُوك او ولاية أيْگْ او اندَكْبَعْدْ او ولاية ام التونسي او ولاية بِرِيكني او ولاية فصك، او تويليت
و ولاية انواكشوط الغربي: ولاية بوخزام، ولاية اگَمُّون او ولاية آفطوط، او ولاية آوكار...
و مما لاشك فيه ان كل واحد منكم اعزتي قراء هذه المسودة قد تبادرت الى ذهنه مآخذ على الاقتراحات اعلاه، مع استعداده لعرض مقترحات بديلة و احسن بالتأكيد مما تم عرضه أعلاه تتضمن مسميات من بلده و بيئته الجغرافية...
و هذا فعلا هو ما قصدت، فلماذا لم تبادر وزارة الداخلية و اللامركزية بالاتصال بوزارة الثقافة بهدف اجراء استقراء و استفتاء حول اختيار تلك المسميات او من خلال فتح سجلات لدى مكاتب المقاطعات تدون بها الاقتراحات، او من خلال اختيار اسماء تعرض على الموقع الالكتروني لوزارة الثقافة مع شرح طريقة الاختيار و التصويت و في حال ما اذا كانت الاختيارات مرفوضة من طرف المتصفح فينبغي ان توضح بالموقع كيفية اضافة مسمى جديد و هكذا.
و في الاخير تقوم الوزارة بجمع تلك المعطيات و تبيين ماحصل عليه كل مسمى، و في الاخير نصل الى اسم تراثي لولاية انواكشوط الغربية مثلا، شارك كل الموريتانيين في اختياره...
و سيسعد كل المواطنين هذا الاجراء كثيرا و نحصل في الاخير على اسم يناسب لمدينتنا الفتية بيسر و سهولة خصوصا في فترة الخريف حيث ينتشر المصطافون و السياح و تزدهر الثقافة و تنتشر المهرجانات الثقافية و التراثية في مختلف الولايات...
لم أفقد الامل في تحقق هذا المطلب
و سأظل أدافع عنه بقوة.
الشيخ محمد المامي اسلام