قال الإعلامي المشهور حنفي ولد دهاه إن المعلومة بنت الميداح حدثته عن لقاء لها بولد عبد العزيز وصف فيه ولد الداده بالفساد و انحلال الأخلاق، و قال لها ضاحكاً “إن سكان المناطق الشرقية يسمونه “مضم”.
وتساءل ولد دهاه في افتتاحية نشرها في موقع تقدمي عن المهمة التي يقوم بها ولد اداده في القصر الرئاسي .
وهذا نص الافتتاحية :
يبدو أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز أراد أن يكشف سوأته لكل المخدوعين في شعاراته المموهة و المغشاة و المضبّبة، ليقولهم باختصار: إنه شخص كذّاب.
.. بعد اتفاق أوسلو كتب نزار قبانى أنه قد “سقطت آخر جدران الحياء”، و هو ما يمكن قوله بعد تعيين المفوض السابق لحقوق الإنسان محمد الأمين ولد الداده مكلفا بمهمة في “باب العزيزية”، بعد اتهامه بالاختلاس و سجنه ثلاث سنوات.
قد لا تقنع اتهامات ولد عبد العزيز لمسؤوليه بالاختلاس أحداً، من حيث مقاصدها، غير أنها تكون في الغالب حقا يُراد به باطل.. فالشاب اليساري (الذي كان ينجو من سجون ولد الطائع التي تلتهم قياديي “ضمير و مقاومة” في المنفى كلما وطأت أقدامهم أرض الوطن، لتنكشف فيما بعد علاقته الاستخبارية بمدير أمنه اعل ولد محمد فال) طعن من الخلف رفاق نضاله حين قرر أن يدعم انقلابا عسكريا على رئيس مدني منتخب. و قد شفعت له علاقاته بسياسيين أوربيين و صداقته الشخصية بالوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف في الحظوة بمنصب وزير.
أبلى ولد الداده بلاءً حسناً (إن جاز وصف ذلك “البلاء” بالحسن) في إقناع نواب في البرلمان الأوروبي، من بينهم صديقته من حزب الخضر أسلير بيغان بدعم انقلاب ولد عبد العزيز، و هو الموقف الذي دفعت ثمنه باهظاً، ففقدت منصبها. غير أنه عجز تماما عن الوفاء لولد عبد العزيز بوعده له باستقطاب اشخاص آخرين كان من بينهم “كاتب الافتتاحية” و جمال ولد اليسع و المصطفى ولد الشافعي.. فلم يعد ولد عبد العزيز يتوقف عن الحديث في مجالسه الخاصه عن “كذبه” و يسميه و صديقه الملاطف محمد و لد اميّن “Les erreurs de Moulay”.
أثرى ولد الداده في لمح البصر، و اقتنى عقارات باهظة الثمن على شاطىء الأطلسي، و منح الصفقات لأصدقائه الملاطفين، و استبدل بساعة casio البلوريتارية ساعة Rolex..و ربطته علاقة ما بالسيدة الأولى تكيبر بنت أحمد.
.. حدثتني المعلومة بنت الميداح عن لقاء لها بولد عبد العزيز وصف فيه ولد الداده بالفساد و انحلال الأخلاق، و قال لها ضاحكاً “إن سكان المناطق الشرقية يسمونه “مضم”.
شيء ما في صدر ولد عبد العزيز دفعه لأن يزّج بولد الداده في سجنه، فأوعز باستهدافه لمفتشية “تصفية حسابات” الدولة. غير أنها وجدت نفسها في مأزق: فالصفقات الكبيرة، مثل إقامة السدود، لم يكن من الممكن نبشها لضلوع الرئيس و وزيره الأول فيها، و لاستخدامها المشبوه في حملته الرئاسية، فلجأوا لصفقة “الخيام” التي لم تكن الأسوأ في سجل فساده.
ذاق المسكين طعم الذل و الهوان في زنزانته، فبعد أن كان يتحدث عن احتفاظه بملفات فساد للرئيس عزيز و تهديده بنشرها. غيّر الاستراتيجية فأصبح يتصل بالناس من داخل سجنه ليحدثهم عن مناقب “الزعيم الملهم”.. و من أطرف ما كان يقوله: إنه لا يعرف بماذا يكافيء جميلَ ولد عبد العزيز الذي لولا سجنه إياه لما أصبح يصلي.
خرج ولد الداده من زنزانته بعد ثلاث حجج.. و حاول بواسطة ولد محمد لغظف لقاء ولد عبد العزيز فرفض.. و بعد وفاة شقيق الرئيس عزيز في إبريل 2013 طلب منه رجل الأعمال الدهاه أن يسمح لولد الداده بزيارته معزّياً، فلم يمانع.. و قد صادفه بيجل ولد هميد في القصر الرئاسي، فسأل ولد عبد العزيز مستغرباً: عن سبب لقاءه شخصا اتهمه بالفساد و سجنه ثلاث سنوات.. فأجابه بأن ولد الداده زاره يريد الإذن له بالسفر إلى فرنسا لتلقي العلاج من مرض جلدي، حيث أن الشرطة تصادر جواز سفره، كما أنه أهداه عددا من صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية كتبت فيه زوجته الفرنسية سيسل برنار مقالا عن إنجازات ولد عبد العزيز في مكافحة الرق.
غير أنه رغم كل ذلك فإن ولد عبد العزيز لم يزل يعضّ بنواجذه على جريمة ولد الداده التي لا تغتفر: لقد أدخل الرجل إلى قصره قناني الخمر و لفافات الماريوانا.
… عاد ولد الداده مكلفا بمهمة في القصر الرئاسي، يزاحم منكبه منكبَ جعفر محمود ..
عاد يخطو بأمعائه و قد فقد نفسه و مبادئه و كرامته. و مهما كانت البوابة التي دلَف منها الرجل للقصر الأزرق، فإن ما نستخلصه منها هو أنه لا وفاء البتةَ لولد عبد العزيز فقد تمسح الرجل بحذائه، ولعق رجيع جِراءه، ليكافأ بالسجن و الهوان.. كما أنه لا معنى لحرب على الفساد يكلف الفاسدون فيها بمهام في بلاط رئيس الدولة.
فما هي يا تُرى هذه المهام.؟!