يبدو أن المنتدى لا يزال يتعلق بقشة الحوار. ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيسه الدوري صالح ولد حننه ذرف دموعه على أن “اتصالات النظام الأخيرة بهم كانت دون المطلوب”، مما يعني أن هنالك مطلوباً ليندمجوا في مهزلة “الحوار”..
فماهو هذا المطلوب.؟!
كانت هنالك ممهدات و شروط للدخول في حوار لا تبدو له جدية إن لم تتوفر، و قد رفضها النظام و سخر منها الرئيس و أسراب ببغاواته، كلما وجدوا لذلك مناسبة.
فماهو المطلوب إذن.؟!
لقد أجمع المنتدى أمره، يوم تحدث ابراهيم ولد داداه و ولد اجاي عن تمديد المأموريات، فقرروا تجميد اتصالاتهم بالنظام إلى أن يقيلهما أو يعتذرا للشعب الموريتاني، الذي ساماه خطة خسف. غير أن الجنرال الذي أصبح يتقن لعبة التعامل مع “معارضته”، إقداماً و إحجاماً، أصم سمعه عنهم و أولاهم عرض وجهه، فأُسقط في أيديهم، و قيّد الارتباك خُطاهم، فبحثوا في تصريحاته عن ما “يُدار على الوجه” (كما يقول المختار ولد حامدٌ) ..
.. طاروا شُعاعاً، و قالوا إن “ما ورد في تصريحات ولد عبد العزيز للصحافة الإسبانية يكفي”.. لقد أصبح الرجل الذي طالما شهّروا بأكاذيبه التي يضرب لها الطبل، و بيعرقوبية مواعيده، صادقَ اللهجة ناجزَ الوعد.
مؤسف أن ننشد من هذه المعارضة التي سبق أن حكمت و سادت دولتها أن تُمَكن من أن تحقق اليوم لديمقراطيتنا ما عجزت عن تحقيقه بالأمس.
مشكلة ولد عبد العزيز أنه يعرف معارضته، و يعرف أن منهم من دعم الانقلاب على رئيس منتخب، واعتبره “حركة تصحيح”، و منهم من دار في ركب موالاته، فلما لم يجد من الكعكة نصيباً، رامها من خلال المعارضة.. فكلا جانبي هرشى لهن طريق.!
ماذا تتوقع من “المعارضة” حين تكون رِشاءً يوصل الماتح لقعر البئر.؟ و كما يقول العرب “من أبصرُ بالماتح من المائح”.
فكيف كان مثلاًِ موقف صالح ولد حننه، الرئيس الدوري للمنتدى من الانقلاب على ولد الشيخ عبد الله.؟!
أعتقد أن في بعض الأذهان ثقوباً.. فلماذا لا يتذكرون اتفاق دكار، و الاتفاقات التي تلتها.. و سيل الأكاذيب الغوبلزية التي تخرق طبلة الأذن.. و ماهي الضمانات على صدق ولد عبد العزيز في تصريحاته للصحافة الإسبانية..؟!
لا يجب أن يكون تقرير مصير هذه البلاد كرة تتعاورها أقدام موالاة فاسدة و معارضة يحلم أغلبها بالعودة لسابق فساد.. فمن الضروري أن ينتفض الشباب من أغلال تبعياته الحزبية و الإيديولوجية، ليخرج من جلابيب الرموز الوهمية، التي لا تركب للتغيير صعبا و لا وِعراً، و إنما تريده مركباً ذلولا كخدور العذارى، يوصلهم للغاية التي تبررها وسائلهم، قبل أن ينبت حبل العُمر.
إن نجاة هذه البلاد في الثورة و أملها في الشباب..و إلا فلا أمل.!
نقلا عن صحيفة تقدمي