يبدو أن قمة نواكشوط الأخيرة أصبحت مادة مغرية لإعادة الحياة والشباب لكل كاتب بدأ يضع رجله على حافة القبر .. بوليصة عودة للواجهة بالنسبة لأولئك الذين خفت بريقهم وغزتهم تجاعيد الحياة وعيرتهم الغواني بالمشيب ...
فكلما أساء كاتب الى موريتانيا وانبرت التدوينات والمقالات الموريتانية في الرد عليه، كلما اكتسب جرعة من (كأس الخلود) المنشود .. حيث تتحول غضبة الموريتانيين على الكاتب المذكور الى خبر في المواقع والصحف.. وهو ما يعيد الكاتب المذكور الى دائرة الضوء.
اليوم يسير كاتب عربي كبير هو سمير عطا الله على خطى الراحل محمد حسنين هيكل، مشككا في عروبة موريتانيا، ومتحدثا عن لعنة الجغرافيا، ومعتقدا - عن جهل طبعا- أن انضمام موريتانيا للجامعة العربية هو لغرض الاستفادة المادية وليس للأمر علاقة بالعرق واللغة والنسب ...
هيكل اثار زوبعة يومها عن موريتانيا اعادته لدائرة الضوء فترة طويلة.. ولكن الزمن أثبت أنه كان يهذي في سكراته الأخيرة .. وما بعد السكرة الا الموت.
الاسطوانة المشروخة نفسها يرددها العجوز المترهل سمير عطا الله (75 سنة) وأعتقد انها مجرد سكرة على حافة الجدث ...
في سيرته الذاتية يبدو عطا الله كاتبا روائيا ومؤلفا لبعض الكتب ذات البعد التاريخي .. لكن من الواضح انها مجرد مقالات وسرقات ولدت هجينة من اب (غوغلي) او (واتسابي) او (فيسي) وأم (نفطية دولارية) .. وإلا فكيف لعجوز في هذا العمر عركته الصحافة والسياسة، أن يتحدث عن موريتانيا حديث الجهلة والاغبياء.. حديثا لو سمعه أصغر تلميذ في الابتدائي لانفجرت كلاه ضحكا وتهكما على كاتبه؟.
انصح بعدم اعطاء سمير وغيره أي قيمة مستقبلا .. وبدلا من ذلك علينا أن نجعل من إعلامنا وسفاراتنا في الخارج أداة للتعريف بموريتانيا .. كل موريتانيا .. تاريخا وتراثا وتنوعا وثقافات.. وليست مجرد أداة لتمجيد الحكام و محلا للتجارة وصرافات لتبديل العملات ..
موريتانيا مجهولة عالميا وعربيا وهذه حقيقة نتحمل نحن وزرها .. فهل سنبقى في موقف المدافع فقط ؟ ..
أما بالنسبة للكتاب العرب الجاهلين لنا فأتمنى من الموريتانيين العاملين معهم والمتباهين بعلاقتهم بهم أن تتجاوز تلك العلاقة مجرد التقاط صور تذكارية في الاستديوهات والشوارع الراقية الى محاضرات ودورات للتعريف بالوطن ...
ولن يتم ذلك الا بالتفريق بين الوطن وحكامه ... موريتانيا أكبر من الجميع.