قال الناشط والإعلامي الشيخ باي ولد الشيخ محمد المعتقل بسجن ألاك على خلفية رميه حذاءه تجاه وزير الثقافة الموريتاني إن السجن بالنسبة له يمثل بداية النصر ، وأنه سيخرج منه قريبا بحول الله ، ولن يحلق شعر رأسه قبل الخروج منه .
وأضاف الشيخ باي في مقابلة مع "نوافذ " أنه دخل قاعة المؤتمر الصحفي بدون بطاقة صحفية ، وأن عاملين في الوزرارة جلبوا إليه بطاقة إذاعة نواكشوط الحرة بعد ربع ساعة من اعتقاله .
وأكد الشيخ باي أن الوزرارة قدمت شكاية منه وأنه اطلع عليها قبل أن يرحل إلى مفوضية الشرطة .
وهذا نص المقابلة التي أجرتها "نوافذ " مع الشيخ باي من داخل سجنه يوم السبت 30/ 07/ 2016م :
الحكاية من البداية
نوافذ : كيف دخلتم إلى قاعة المؤتمر الصحفي وما ذا جرى بالتحديد ؟
الشيخ باي : في حدود الساعة الثانية ظهرا دخلت إلى قاعة المؤتمر الصحفي بوزارة الثقافة وكنت ثاني اثنين دخلا القاعة ، وجلست وسطها منتظرا حتى بدأت فعاليات المؤتمر .
نوافذ : ما هي البطاقة التي تمكنتم من الدخول بها إلى قاعة المؤتمر؟
الشيخ باي : لم أدخل بأي بطاقة صحفية ولم يعترضني أي شخص ، وجلست بين مندوب الأخبار ومندوب موقع الناس .
نوافذ : أشيع أنكم دخلتم ببطاقة لإذاعة نواكشوط الحرة ما حقيقة ذلك ؟
الشيخ باي : هذا لا أساس له من الصحة أنا لم أدخل بأي بطاقة ، وبطاقة نواكشوط جلبها إلى مدير ديوان الوزير بعد خمسة عشر دقيقة من اعتقالي ، ورفعها في يده مع شكاية الوزارة وقال لي هذه هي البطاقة التي دخلت عليها ، والحقيقة أنني لم أدخل بأي بطاقة .
نوافذ : الوزارة قدمت منكم شكاية ؟
الشيخ باي : نعم الوزارة قدمت منا شكاية رسمية ورفعها في وجهي مدير ديوان الوزير مع بطاقة إذاعة نواكشوط .
ليلة السجن الأولى
نوافذ : هل مورس عليك بعض التعذيب وماهي أبرز محطاته إن كان مورس عليك ؟
الشيخ باي : أبرز المحطات المؤلمة في رحلة الاعتقال كانت لحظة الاعتقال والساعة التي قضيتها مع أمن الوزارة حيث ضربوني ضربا شديدا ومارسوا بحقي أصنافا من الإذلال .
نوافذ : حولت إلى سجن دار النعيم بعد إحالتك إلى الوكيل كيف عشت لحظات الوصول إلى هذا السجن ؟
الشيخ باي : كانت لحظات مرعبة حيث كانت ليلتي به من أشد ليالي محنتي استقبلني فيها السجناء من أصحاب الجرائم يهتفون هذا هو الذي اعتدى على الوزير تفضل تفضل سترى أيها الوغد ، سننفذ فيك ما أمرنا به الوزير .
نوافذ : هل نفذوا تهديدهم هذا ؟
الشيخ باي : لا أعرف بالتحديد ما أمرهم به الوزير إلا أنهم أرهبوني طيلة مقامي في سجن دار النعيم ومنعوني النوم وباتوا يطوفون به في هيئة مخيفة وبأيديهم العصي يرددون "هيا ننفذ فيه أوامر الوزير " .
نوافذ : ردود فعل كثيرة وقوية جاءت بعد حادثة رميك الوزير بحذائك هل تابعتها وهل كان لها تأثير عليك ؟
الشيخ باي : بالفعل تابعت ردود الأفعال عبر التلفاز والإذاعات أيام كنت في نواكشوط وكان أكثرها مفاجأة لي بيان شباب اتحاد الأدباء الذي قرأته عزيزة بنت البرناوي ، ذلك أنني لم أكن أتوقع منها هكذا موقف، لأنني كنت شديد الارتباط بها، وقبل يومين من الحادثة كنت أحضر معها تظاهرة وكان لي دور كبير في تنظيمها ، كما أن من بين الشباب شاب يدعى محمد فال أيضا علاقتي به وطيدة .
في إطار تداعيات ردود الفعل أيضا تأثرت من وصفي بالصحفي من قبل وسائل الإعلام حيث كانت هذه الصفة سيفا مسلطا علي طيلة إقامتي بالسجن المدني بنواكشوط حيث كانوا يركزون علي ويمنعونني من التواصل ومن كل أدواته من هواتف وغيرها في الوقت الذي كانت تمنح فيه لبقية نزلاء السجن ، وكثيرا ما كنت أسمع "ذاك الصحفي عس اعليه لا يكبظ تلفون لا ايصور والل اعدل ش " .
نوافذ : ما ذا عن ما بعد النقل إلى سجن ألاك ؟
الشيخ باي : ظروف إقامتي في سجن ألاك جيدة ، جعلوني في غرفة وحدي ، وقبل ثلاثة أيام وفد سجين جديد من سكان مدينة ألاك جعلوه معي في نفس الغرفة ، أما بخصوص المعاملة فمعاملة الحرسيين معي حسنة بالجملة .
نوافذ : هل يمنحونك حق لقاء الأهل ؟
الشيخ باي : يزورونني لكنهم لا يروني إلا من وراء هذا الشباك الذي تراني أنت الآن من ورائه أتحدث معهم كما أتحدث معك الآن .
نوافذ : ما ذا عن معنوياتك ؟
الشيخ باي : معنوياتي مرتفعة وأثق أنني سأرى النور قريبا وسيفرج عني بحول الله ...لكنني قلق على رفقائي ما جديد أخبارهم ؟
فراسة الشيخ باي !!!
نوافذ : رفقاؤك من المنتظر أن يمثلوا أمام وكيل الجمهورية يوم الإثنين المقبل ؟
الشيخ باي : خيرا أتوقع أن تكون الأحكام بحقهم متفاوتة جدا فوجاهة وبعض زملائه قد يفرج عنهم أو يحكم عليهم بشيء خفيف أما المصطفى وجمال فأتوقع أن يحكم عليه بحكم مماثل لما صدر بحقي ...
نوافذ : ما سر هذا التوقع ؟
الشيخ باي : طبيعة الرفيقين وشدتهما والطريقة التي عبرا بها عن رفضهما للحكم علي وطبيعة رد الفعل على اعتراضهما هو ما جعلني أتوقع أن يكون الحكم عليهما قاسيا ؟
نوافذ : كيف كانت ردة الفعل على اعتراضهما ؟
الشيخ باي : لقد جعلوهما مباشرة مع اللصوص المستجلبين من السجن وسلباهما هواتفهما وكل ما في جيبيهما وهذا يعني أن التعامل معهما لم يكن لبقا بالمرة والحكم لا يتوقع أن يكون مغايرا .
حلاقة مؤجلة وصداقة مع وقف التنفيذ
نوافذ : نرى رأسك وقد طال شعره لما ذا لا تحلقه ؟
الشيخ باي يبتسم : أنتظر حتى أخرج من السجن .
هل زارك صديقك القديم والي ولاية البراكنة عبد الرحمن ولد خطري بعد وصولك سجن ألاك ؟
الشيخ باي : لا لم يزرني لكني أعذره فعلاقتي به صداقة طبيعية لكنني أعذره في عدم زيارتي لأني أعرف ظروفه كما أعذر كل أصدقائي الذين لم يقفوا معي في هذه المحنة .
نوافذ : نتمنى لك الحرية العاجلة
الشيخ باي : شكرا لكم لكن ما الجديد في الساحة ، عزيز لم يسقط ؟ ولم تلح في الأفق علامات قرب انتهاء حكمه .
نوافذ : هذا خطير جدا
الشيخ باي : أستودعكم الله وقريبا سنلتقي بحول الله فالسجن بداية النصر كما تثبت تجارب الزمن .